إذا كنت تعتقد أن تعليم الطفل يقتصر على معرفة المفاهيم الأكاديمية كالحروف والأرقام والعمليات الحسابية والألوان وغيرها من المفاهيم فقط فأنت مخطئ، فهناك العديد من المهارات التي يجب أن نعلمها للطفل ليكون واثقًا بنفسه وناجحًا في الحياة، ونحن من خلال موقعنا اخترنا لكم أمثلة على المهارات الحياتية الأساسية التي يجب أن يتعلمها الأطفال.
وتجدر الإشارة أن تعليم الطفل هذه المهارات من الأساسيات التي يجب أن نهتم بها لإعداد طفلٍ مستقلٍ بذاته يتحمل المسؤولية قادرٍ على حل المشكلات التي تواجهه في المستقبل.
ما هو مفهوم المهارات الحياتية؟
نتعرض كل يوم للعديد من المواقف التي تتطلب مهارات معينة كمهارات التفكير وحل المشكلات والتكيف والتنظيم والإدارة وغيرها الكثير ومن هنا ظهر مفهوم المهارات الحياتية.
ولتعريف هذا المفهوم بدقة يمكننا القول أنها خبرات وقدرات نكتسبها مع الوقت تمكننا من مواجهة الحياة واختيار القرارات السليمة، ففي الحياة اليومية نتعامل مع العديد من الأشخاص الذين نحتاج للتفاهم معهم وتقبل الاختلافات وكل ذلك يتطلب مهارات تواصل اجتماعية جيدة.
وفي نفس الوقت نحن نتعرض للكثير من المواقف التي تتطلب التفكير والتحليل لاتخاذ الإجراءات الصحيحة وحل المشكلات، التغلب على هذه المواقف بنجاح وتجاوزها هو باختصار من المهارات الحياتية.
أهمية المهارات الحياتية للطفل
قبل أن نمر على ذكر المهارات الحياتية التي يجب أن نعلمها للطفل قد يتساءل الكثير من الناس هل من الضروري تعليم الطفل هذه المهارات؟ وهل هي هامة بالفعل؟، ونحن اخترنا أن نوضح أهمية المهارات الحياتية للطفل من خلال النقاط التالية فهي مهمة وأساسية في مختلف جوانب الحياة.
- المهارات الحياتية تجعل الطفل قادرًا على التعبير عن ذاته ورغباته بوضوح.
- تزيد من ثقة الطفل بنفسه.
- يتعلم كيف يواجه المشكلات ويحلها.
- تجعل المهارات الحياتية الأطفال قادرين على بناء علاقات اجتماعية ناجحة والتواصل الفعال مع الآخرين.
- تنمي قدرة الطفل على الإبداع.
- الطفل الذي يمتلك مهارات حياتية طفل مستقل بذاته يمكنه الاعتماد على نفسه في الكثير من المواقف.
- تساهم مهارات الحياة في إعداد طفل مرن قادر على التأقلم والتكيف في مختلف الظروف.
- مهارات الحياة الأساسية تساعد الطفل في أن يكون سليمًا من الناحية النفسية لأنه يعرف كيف يتعامل مع مختلف المواقف بدون قلق أو توتر.
- يساعد اكتساب الطفل هذه المهارات في تعزيز النمو العقلي لديه وتطوره مما يخلق طفل متميز وناجح في المستقبل أكاديميًا واجتماعيًا.
أمثلة على المهارات الحياتية الأساسية التي يجب أن يتعلمها الأطفال
وفي إطار حديثنا عن مهارات الحياة الأساسية الواجب على الطفل إتقانها تجدر الإشارة أن تعلم هذه المهارات يبدأ بوقت مبكر قبل دخول المدرسة ويجب أن يتعلمها في المنزل وتتطور هذه المهارات بشكل تدريجي في السنوات الأولى في المدرسة.
ولذلك لابد من التأكيد على دور الأسرة في غرس هذه المهارات عند الطفل وتنميتها وسنذكر أهم المهارات وبعض الأمثلة عليها من خلال السطور التالية.
مهارة التواصل الجيد
قد يكون عالم الطفل صغير ومحدد بوجود الأم والأب في المنزل فقط، ولكن مع الوقت سيحتاج للخروج للعالم الخارجي ودخول المدرسة التي يتواجد فيها العديد من الأشخاص، ولذلك يجب أن يكون الطفل جاهز ومؤهل للتواصل مع الآخرين ويمكن تدريبه على ذلك من خلال الأمثلة التي سنذكرها.
مثال:
يكون تدريب الطفل على التواصل الجيد من خلال تعويده الحوار، من الممكن أن نلعب لعبة تمثيلية بين الأم والطفل ولعب أدوار مختلفة تتطلب حوار.
من الأمثلة التي يمكن تعليم الطفل مهارة التواصل من خلالها أن يطلب من البائع طلبات نحتاجها للمنزل بأسلوب مهذب مع التأكيد على استخدام عبارات من فضلك - شكرا.
من الأمثلة على تعليم الطفل مهارة التواصل كأحد المهارات الحياتية الأساسية تعويد الطفل على التواصل مع الجدين من خلال الاتصال الهاتفي أو الرسائل الصوتية، فذلك يعزز مهارة التواصل ويُكسب الطفل ثقة بالنفس.
لتعليم الطفل التواصل الجيد كأحد أهم المهارات يجب تعويده الإنصات وذلك من خلال الاهتمام بكلامه والإنصات له باستمرار.
مهارة التفكير المنطقي وحل المشكلات
من المهارات الضرورية في الحياة والتي يجب تعليمها للطفل مهارة التحليل والتفكير لإيجاد الحلول، ويجب تعويد الطفل على إيجاد حل لمشكلاته ومواجهة الصعوبات بعيدًا عن تدخل الأهل.
مثال:
لتعليم الطفل مهارة التفكير وإيجاد الحلول المناسبة يمكن من خلال طرح أسئلة تحفز الفكير العميق كأن نسأل الطفل أسئلة مباشرة عن مواقف في الحياة اليومية، مثلًا ماذا تفعل إذا وصلت من المدرسة ولم تجد أحدًا في المنزل؟
ماذا تفعل إذا ذهبت إلى المدرسة واكتشفت أنك نسيت علبة طعامك في المنزل؟
ماذا تفعل إذا تعرضت للإزعاج من أحد أصدقائك؟
وغيرها الكثير من الأسئلة التي تساعد الطفل على التفكير وإيجاد حلول مناسبة للمشكلة، وهناك بعض الألعاب التي تساعد على تنشيط التفكير المنطقي وكذلك تمارين الرياضيات.
مهارة تحمل المسؤولية
يجب أن يعتاد الطفل أن يكون مستقلًا بذاته وقادرًا على القيام بالمهام الأساسية المناسبة لعمره بدون أن يتعرض للأذى.
مثال: من الأمثلة التي تساعد في تعليم الطفل مهارة تحمل المسؤولية، الاهتمام بحيوان أليف من حيث تقديم الأكل له، ومن الممكن الطلب من الطفل ري المزروعات وتذكر هذه المهمة بنفسه يوميًا، ومن الأمور التي تساعد في تعليم تحمل المسؤولية تحضير وجبة بسيطة واستخدام الميكروويف لتسخينها، ترتيب السرير، ترتيب الألعاب وغيرها الكثير من المهام.
مهارة إدارة الأموال
يجب أن يتعلم الطفل إدارة أمواله والتحكم في مصروفه بتوازن بدون إسراف، وأن يتعلم معنى الإدخار ولتعليم الطفل هذه المهارة الحياتية يجب أن يكون قادرًا على فهم الأرقام وإجراء بعض العمليات الحسابية البسيطة.
مثال:
ومن الأمثلة التي تساعد في تنمية وتعليم هذه المهارة اصطحاب الطفل للسوبر ماركت وإحضار الحاجيات وحساب ثمنها، ومقارنة بعض الأشياء التي عليها تخفيضات بثمنها قبل التخفيضات.
مهارة التعبير عن المشاعر وضبط الانفعالات
يجب أن يتعلم الطفل التعبير عن مشاعره عند الفرح وعند الحزن، ومن الضروري أن يتعلم كيف يتحكم بانفعالاته بعيدًا عن العنف أو الصراخ والغضب.
مثال:
لتعويد الطفل على التعبير عن مشاعره من المفيد تعويده على الكتابة ككتابة رسالة يعبر من خلالها عن شوقه لمعلمته، أو رسالة يعبر فيها عن حزنه لانتهاء العام الدراسي، تساعد هذه الطريقة على تفريغ مشاعره والتعبير عنها.
كما يجب تعليم الطفل على أساليب تساعده في تفريغ غضبه كالتنفس العميق- الجري- التلوين وغيرها من الطرق.
مهارة اتخاذ القرارات
يجب تعويد الطفل أن تكون له مساحته الخاصة في اتخاذ القرارات البسيطة، في البداية نحتاج لمساعدته في اتخاذ القرار وتوجيهه للتمييز بين الخيارات ولكن مع الوقت سيمتلك هذه المهارة ويتقنها.
مثال:
كأن يكون له حرية اختيار ملابسه، الطعام الذي يرغب بتناوله، وغيرها من القرارات.
مهارة تنظيم الوقت
تعد مهارة تنظيم الوقت من المهارات الحياتية الهامة في حياة الطفل،وذلك يتطلب معرفة بسيطة بالساعة وقراءتها ليتمكن من إتقان هذه المهارة، ونحن ننصح بالساعة الرقمية في البداية لأن قراءتها أسهل وأبسط من الساعة التي تعتمد العقارب.
مثال:
من المفيد لتعليم الطفل تنظيم وقته تحديد وقت للنوم ووقت للاستيقاظ، تنظيم جدول يومي للأعمال والمهام.
مهارة التعاون والعمل الجماعي
من الصعب تعويد الطفل الأول في الأسرة أو الوحيد على مهارة التعاون والعمل الجماعي لأنه غالبا يكون بمفرده في المنزل ولكن بمجرد دخوله للمدرسة سيكتشف أنه يتشارك الكثير من الأشياء مع الآخرين.
مثال:
لتعويد الطفل على التعاون من المفيد أن يشارك في نشاطات رياضية جماعية.
إلى هنا ونكون قد انتهينها من ذكر أهم المهارات الأساسية في الحياة التي من الضروري تعليمها للطفل والقائمة تطول ولا يمكن حصر المهارات.
كيف نعلم المهارات الحياتية
تعليم الطفل هذه المهارات مسؤولية لا يمكن تجاهلها أو تأجيلها ولها أثر إيجابي على الطفل والأسرة، فهي تساهم في إعداد طفل مسؤول ومستقل وواثق بنفسه ولكن قد يتساءل العديد من الأهل كيف نعلم الطفل مهارات الحياة وإليكم أهم الطرق.
التعليم واللعب
من أفضل الطرق في التعليم هي التعليم من خلال اللعب فيمكن ابتكار لعبة بسيطة تتضمن حوار أو مسرح دمى لتعليم الطفل أي مهارة وتعزيز التفكير الإبداعي لديه.
التقليد
الطفل في المراحل العمرية المبكرة يسعى لتقليد الكبار ولذلك علينا الاهتمام بالمهارة التي نسعى لتعليمها للطفل والعمل بها أمامه.
قراءة القصص
من أكثر الطرق التربوية التي تساعد على تعليم الطفل وتشجيعه على سلوك معين أو تعويده عادة جديدة، كأن نروي قصة تتحدث عن منى البنت المهذبة التي ترتب السرير وتنام باكرًا.
التكرار والصبر
نحتاج إلى الاستمرار في تعليم الطفل المهارة والصبر ومع الوقت سيتقنها.
اقرأ أيضا عن موضوعات ذات صلة تتضمن:
- أهمية مهارات القرن الحادي والعشرين في التعليم الحديث
- مهارات الإبداع والابتكار للطلاب
- الخطوات التسعة للتدريس
- خمس رسائل ماجستير ودكتوراه في تقنيات التعليم
- موضوع عن التعليم الالكتروني
- ما هي المهارات الرقمية؟
الخاتمة:
قدمنا لكم اليوم العديد من أمثلة على المهارات الحياتية الأساسية التي يجب أن يتعلمها الأطفال، ولا بد لنا من التنويه أن الطفل قد يحتاج لعدة محاولات لإتقان المهارة المطلوبة، ومن الممكن أن نبدأ بمهمة بسيطة بمساعدة الأهل ومع الوقت سيتقنها، ويجب التحلي بالصبر والتشجيع المستمر، ويجب أن نكون على قدر من الوعي أن حاجة الطفل لتعلم هذه المهارات لا تقل أهمية عن تعليمه القراءة والكتابة والحساب، والطفل الذي يتقن هذه المهارات سيكون ناجحًا في المستقبل مستقلًا بذاته ويمكن الاعتماد عليه.