تنوعت وتعددت أشكال التعليم واختلفت كثيرًا عن الماضي، ولم يعد التعليم التقليدي هو الشكل الوحيد وأصبح التعليم بعيدًا عن الطباشير والسبورة والكتب التقليدية، وتمكن التعليم الرقمي بأدواته المتعددة أن يفرض نفسه وبقوة كشكل جديد في التعليم وتفوق على التعليم العادي في بعض الأحيان، ونحن من خلال مقالنا سنوضح الكثير من التفاصيل عن التعليم الرقمي مقابل التعليم التقليدي من خلال مقارنة شاملة نوضح من خلالها أهم الفروقات.
ما هو مفهوم التعليم الرقمي؟
قبل أن نتطرق لعرض مقارنة بين التعليم الرقمي والتقليدي لا بد لنا من تعريف كل نوع وبداية سنتعرف ما هو التعليم الرقمي؟
يمكننا القول أن التعليم الرقمي يعتمد على التكنولوجيا في العملية التعليمية ويخرج عن إطار الصفوف التقليدية والكتاب الورقي، فهو يعتمد بشكل أساسي على المحتوى الرقمي لتقديم المعرفة مثل الكتب الإلكترونية، الفيديوهات التعليمية، و المنصات الإلكترونية، ولم يقتصر دوره على تقديم المعلومة بشكل إلكتروني فقط بل أصبح من الممكن إرسال الواجبات واستلام الحل إلكترونيًا بدون الحاجة للحضور، بالإضافة إلى إجراء الاختبارات والتقييم.
ما هو التعليم التقليدي؟
وفي سياق التعرف على التعليم التقليدي يمكننا القول أنه التعليم العادي الذي نعرفه قبل دخول التكنولوجيا إلى المجال التعليمي، وهو التعليم الذي تتم العملية التعليمية من خلاله بشكل تقليدي وتنحصر بالتعلم بين جدران الفصول بالاعتماد على الكتاب المدرسي الورقي ويكون المعلم هو محور العملية التعليمية وهو الذي يتحكم بها بكل تفاصيلها، والطالب هو المستمع والمتلقي.
ومع دخول التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة ومن ضمنها المجال التعليمي بدأ التعليم التقليدي يتعرض للكثير من الانتقادات وبدأ يفقد رونقه، ونحن من خلال مقالنا اليوم سنتعرف على التعليم الرقمي والتعليم التقليدي عن قرب من خلال المقارنة بينهما من مختلف الجوانب.
التعليم الرقمي مقابل التعليم التقليدي أيهما الأفضل؟
قبل عدة سنوات كان التعليم عبارة عن حفظ لمعلومات محددة موجودة في سطور الكتاب فقط ومن الضروري لاكتساب المعرفة التواجد في المدرسة بين جدران الصف، أما اليوم تعددت الأدوات والمصادر في تقديم المعلومة واختلف شكل العملية التعليمية بشكل كامل.
وتمكن الطالب اليوم من التعلم خارج إطار الصف وأن يتخلى عن صفحات الكتاب، ليدخل عالمًا واسعًا من المعرفة لا حدود له فالطالب اليوم أمامه الكثير من الطرق والوسائل ليصل للمعرفة وإن فشلت طريقة في إيصال المعلومة سيجد العشرات غيرها، ومن خلال فقرتنا سنقارن بين التدريس الرقمي والتدريس التقليدي وسنمر على الفرق بين النوعين بالتفصيل من كل النواحي وإليكم التفاصيل.
مقارنة بين التعليم الرقمي والتقليدي
يتردد سؤال أي نوع هو الأفضل والأنسب بين التدريس الرقمي والتقليدي وللوصول للإجابة لا بد من إجراء مقارنة شاملة للنوعين وهذا ما سنقدمه من خلال سطورنا القادمة:
- من حيث التفاعل: التعليم الرقمي لا يحتاج إلى التفاعل المباشر بين المعلم والطالب فقد تكون الدروس مسجلة مسبقًا ويتم عرض المحتوى من خلال فيديوهات.
أما في التعليم التقليدي فالتفاعل بين المعلم والطالب أساسي فقد يطرح المعلم سؤالًا يتطلب الإجابة عليه في نفس الحصة الدرسية.
- من حيث مرونة الزمان: التدريس الرقمي يضمن المرونة في الزمان فالطالب غالبًا لا يتقيد بوقت محدد ومن الممكن أن يختار الوقت الذي يناسبه لمشاهدة المحتوى التعليمي ولكن إن كان التعليم الرقمي تابع للمدرسة فسيكون هناك أوقات محددة للتعليم.
أما في التدريس التقليدي فالطالب مضطر للتواجد في المدرسة بوقت محدد وحضور الحصص الدراسية بوقتها بدون تأخر.
- من حيث المكان: في التعليم الرقمي من الممكن التعلم في أي مكان مناسب للطالب كالمنزل أو المكتبة، أما التقليدي فهو مقيد ويجب أن يتواجد بالمدرسة داخل الصف.
- من حيث الالتزام: في التعليم الرقمي من الممكن أن يختار الطالب الأيام التي تناسبه والأوقات بدون الالتزام اليومي في حال كان التعلم خارج الإطار المدرسي، أما في الإطار التقليدي فهو ملزم بالحضور اليومي للمدرسة.
- من حيث المحتوى: المحتوى في التعليم الرقمي إلكتروني وهو متعدد ومتنوع فقد يشمل الفيديوهات والألعاب التعليمية الكتب الإلكترونية وغيرها الكثير.
أما التقليدي فالمحتوى في الغالب هو المنهاج المحدد في الكتاب بشكله الورقي التقليدي المطبوع.
- من حيث الأدوات: في الشكل الرقمي للتعليم تتعدد الأدوات والوسائل فالطالب يحتاج للجهاز اللوحي أو الحاسوب والاتصال بالإنترنت، وسيحتاج الدخول للمنصات ومشاهدة الفيديوهات ومن الممكن الاعتماد على الواقع الافتراضي وغيرها من التقنيات الرقمية.
في المقابل الشكل التقليدي للتعليم يحتاج تواجد المعلم والكتاب المدرسي بشكل أساسي.
- من حيث التكاليف: الشكل الرقمي للتدريس يحتاج بنية تحتية كالأجهزة والاتصال بالإنترنت ولا يحتاج إلى تكاليف مستمرة في الغالب.
أما التقليدي فيحتاج تكاليف الورقيات كالكتب والمحاضرات ويحتاج لتكاليف التنقل والمواصلات.
- من حيث التواصل الاجتماعي: من خلال المقارنة بين التعليم الرقمي والتقليدي تظهر أهم مساوئ التعليم الرقمي والتي تتمثل بانعزال الطالب عن المجتمع وانعدام التواصل مع أقرانه.
وفي نفس السياق تظهر أحد أهم إيجابيات التعليم التقليدي والتي تتمثل بالتواصل بين الطلاب وتكوين علاقات اجتماعية وصداقات.
- دور المعلم في التعليم: في التعليم الرقمي يكون دور المحتوى التعليمي الرقمي أساسي ودور المعلم ثانوي، أما التقليدي فالمعلم هو محور العملية التعليمية ووجوده أساسي للشرح وتقديم المحتوى التعليمي.
وبهذا نكون قد انتهينا من شرح الفرق بين التعليم الرقمي والتقليدي وللإجابة عن التساؤل المتكرر أيهما أفضل لابد من الاعتراف أن الاتجاه الرقمي فتح آفاقًا جديدة للمعرفة وأصبح من الممكن للطالب أن يحصل على معلوماته بأحدث إصدار، وقد أصبحنا اليوم أمام تحدّ جديد يتطلب التكيف مع هذا التغيير ومن الضروري إعداد المعلم بالشكل الأمثل وإكسابه الخبرات اللازمة والتي تتناسب مع هذا النوع من التعليم.
ولكن نجد أنفسنا اليوم أمام مسؤولية كبيرة تحتاج الكثير من الجهد والوعي لمحاولة الاستفادة من التعليم الرقمي وأدواته ودمجه في التعليم العادي لأنه مهما تطور التعليم الرقمي وزاد التوجه نحوه هناك ارتباط وثيق لا يمكن إنكاره بين التعلم والحضور للمدرسة والتواجد في الصفوف ولا يمكن الاستغناء عنه بشكل كامل والتحول نحو الرقمية في التعليم.
ولابد لنا من التأكيد على أن لكل نوع إيجابياته وسلبياته ومن خلال الدمج بين النوعين يمكننا تحقيق الاستفادة من كلاهما ورفع جودة التعليم.
اقرأ أيضا عن:
- كيف تسهم تقنيات التعليم في تحسين تجربة التعلم للطلاب
- الخطوات التسعة للتدريس
- موضوع عن التعليم الالكتروني
- ما هي المهارات الرقمية؟
الخاتمة:
بعد أن تعرفنا بالتفصيل على التعليم الرقمي مقابل التعليم التقليدي يمكننا القول أنه لا يمكن الاعتماد على نوع وتجاهل الآخر فلكل نوع دوره وإيجابياته، ويمكننا أن نعتمد على النوع الذي يتماشى مع حاجاتنا ومتطلباتنا.
فالاعتماد على الشكل الرقمي فقط قد يفتقر للتفاعل الإيجابي بين المعلم وطلابه أو بين الطلاب أنفسهم مهما حاولت التقنيات الحديثة أن تتغلب على هذه المشكلة وإيجاد الحلول.
