ابتكارات الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد

يعد التعليم عن بعد هو واحد من أكثر المجالات التي تستفيد من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence (AI). حثي أصبح  الذكاء الاصطناعي القدرة على تقديم خدمات وحلول تحاكي الذكاء البشري، مثل التعرف على الصوت والصورة والنص، والتعلم التلقائي والتحليل الإحصائي. 

ويمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد في تحسين جودة وفعالية وتوافر التعليم الرقمي، ليوفر فرصاً جديدة للمعلمين والطلاب على حد سواء.

سوف نستعرض في هذا المقال، بعض الابتكارات الرئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد، وكيف يمكن لهذه التقنيات تعزيز تجربة التعلم الرقمي. كما سنناقش بعض التحديات والاعتبارات المتعلقة بتطبيق الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد، وما هي الخطوات المستقبلية لهذا المجال.


الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد

الأنواع الرئيسية الثلاثة للذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد

#1. أنظمة التعلم التكيفي Adaptive Learning

تعتبر أنظمة التعلم المتكيفة من أهم أنواع الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد، حيث توفر برامج تعليمية مصممة خصيصًا لكل طالب على حدة، بحيث يتم تقديم المفاهيم بالترتيب الذي يجده الطالب الأسهل للفهم ويمكن إكمالها بوتيرة يحددها بنفسه. 

تعمل نماذج التعلم التكيفي في الوقت الحالي بشكل مثالي عندما يتعين على مجموعة كبيرة من الطلاب تعلم نفس المادة، مما يسمح بجمع كمية كبيرة من البيانات المقارنة في نفس الوقت. قد يؤدي تقدمها إلى تقديمها على مستوى أكثر دقة.

ومن الأمثلة على أنظمة التعلم التكيفي: ما تقوم به شركة  Geekie البرازيلية، التي تقوم بتقديم وتزويد المناهج الدراسية لآلاف المدارس الأساسية دفعة واحدة. وتستخدم تطبيقات مثل Cram101، من Content Technologies والتي تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقسيم الكتب الدراسية وتحويلها إلى أدلة دراسية سهل الاستيعاب study guides، وتتضمن ملخصات الفصول الدراسية، واختبارات الممارسة practice tests، وبطاقات التعلم flashcards.

وبشكل عام، ستستمر أدوات التعلم التكيفي في جعل التعلم أسرع وأذكى وأكثر تخصيصًا للفرد.


تعرف أيضا على حالات لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم الإلكتروني ، و سلبيات التعليم عن بعد


#2. أنظمة التدريس الذكية Intelligent Tutoring Systems

تُعد أنظمة التدريس الذكية حلولاً مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مصممة لتتناسب مع احتياجات وقدرات كل طالب على حدة. ويُعد برنامج MATHiaU، من Carnegie Learning، مثالاً على ذلك، حيث يُحاكي مدربًا بشريًا في قدرته على تقديم التغذية الراجعة، إعادة صياغة الأسئلة، وتقديم تقييمات مفصلة لتقدم الطالب. 

يركز برنامج  MATHiaU للتدريس الذكي على دورات الرياضيات التعويضية للطلاب الجامعيين، والتي تكلف، عندما يتم متابعتها بالطريقة التقليدية، 6.7 مليار دولار مقابل معدل نجاح يبلغ فقط 33 بالمائة.

تستطيع أنظمة التدريس الذكية أن تقلل هذه التكلفة بشكل كبير في حين تزيد من معدل النجاح في الوقت نفسه. 

بينما يتضمن برنامج Bartleby، الذي طورته شركة Barnes & Noble Education، وحدة كتابة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تصحح القواعد النحوية، الإملاء، وعلامات الترقيم، بالإضافة إلى البحث عن الانتحال وتشجيع الاقتباس الصحيح؛ حتى أنه يقدم تقديرًا أوليًا لأي ورقة بحثية.

وبصفة عامة وفي أفضل حالاتها، لا تحل هذه الأنظمة محل المعلمين، بل تُقرب المعلمين أكثر إلى دور المرشد.


#3. الميسرين الافتراضيين Virtual Facilitators

تخيل لو أن ألعاب الفيديو والدردشة الآلية أنجبت طفلاً، ولكن الهدف ليس تحقيق أعلى النتائج أو حل استفسارات خدمة العملاء، بل تقدم تعليم المستخدم. هذا هو الواقع القريب للميسرين الافتراضيين.

يتقدم معهد USC للتقنيات الإبداعية في هذا المجال: فهو متمكن بالفعل من إنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء الاصطناعي وشخصيات افتراضية واقعية، وقد طور أيضًا نماذج أولية في الإرشاد الافتراضي للجيش الأمريكي. 

ويهدف العمل المستمر على نظام  Captivating Virtual Instruction for Training (CVIT) للميسرين الافتراضيين إلى دمج الفصول الدراسية الحية مع المعلمين الأذكياء intelligent tutors، و الواقع المعزز augmented reality، والمعلمين الافتراضيين virtual instructors.

في الوقت نفسه، يمتلك IBM Watson مساعدة تدريس افتراضي تدعي Jill Watson  والتي تم تقديمها لأول مرة في Georgia Tech في دورة بعنوان “Knowledge-Based Artificial Intelligence”، حيث تشارك في منتدى النقاش عبر الإنترنت للفصل الدراسي، وتجيب على أسئلة الطلاب إلى جانب مساعدي التدريس الآخرين في كثير من الحالات، حتى أنها تتفوق على زملائها البشر من خلال الإجابة بشكل أسرع. وفي عام 2016، لم يتمكن طلاب Georgia Tech من التمييز بين مساعدي التدريس الذين كان أحدهم برنامج ذكاء اصطناعي.

المستقبل ليس ببعيد كما قد نعتقد.


التطبيقات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد

الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد هو مجال متنامٍ ومتطورٍ، يمكن أن يغير وجه التعليم الرقمي إلى الأبد. من خلال توفير تعليم مخصص ومرن ومتاح للجميع، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحقيق العدالة والتنوع والشمولية في التعليم. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يدعم المعلمين ويزيد من كفاءتهم وإبداعهم.

ومع ذلك، لا يخلو الذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد من التحديات والمخاوف. فهناك حاجة إلى ضمان جمع البيانات واستخدامها بطريقة أخلاقية وآمنة، والحفاظ على الخصوصية والملكية الفكرية، والتكامل مع الأنظمة والمناهج القائمة. كما يجب ألا ينسى الدور الحيوي للعنصر البشري في التعليم، وأن يتم الاحتفاظ بالتفاعل الاجتماعي والعاطفي بين المعلمين والطلاب.


الخاتمة

يمكن للذكاء الاصطناعي في التعليم عن بعد أن يكون شريكًا قويًا للتعليم البشري، إذا ما تم استخدامه بحكمة ومسؤولية. ومع تطور التكنولوجيا والابتكارات، سنشهد المزيد من الفرص والتحولات في هذا المجال المثير.





حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-