مقالات متنوعة

جودة التعليم: المعايير الفاصلة بين التعليم الجيد والتعليم الرديء

باعتبار أن التعليم ركن أساسي في نهوض وتقدم الأمم كان لابد من الاهتمام بجودته ورفع سويته، حيث تساهم جودة التعليم بشكل مباشر في بناء المجتمعات وازدهارها، إضافة لذلك فلها أكبر الأثر في إعداد الأفراد الناجحين الفاعلين في المجتمع، ومن هنا اخترنا أن نتعمق في هذا المفهوم ونوضح المعايير التي تفصل بين التعليم الجيد والرديء.

وسنتطرق من خلال مقالنا اليوم للحديث عن معايير جودة التعليم، و جوده التعليم العالي وغيرها من الفقرات تابعوا سطورنا القادمة.


جودة التعليم المعايير الفاصلة بين التعليم الجيد والتعليم الرديء


مفهوم جودة التعليم 

يرتبط مفهوم الجودة في التعليم بشكل مباشر بالأسس والمعايير التي يتم من خلالها تقييم وتحسين وتطوير العملية التعليمية باستمرار، فالتعليم ركن أساسي في تطور المجتمعات ولا بد من الاهتمام به وبتحسين جودته وكفاءته.

ويمكن اعتبار التعليم جيدًا من خلال فعالية العملية التعليمية من مختلف جوانبها في تحقيق الأهداف المرجوة منها. ويتضمن ذلك العديد من الجوانب كجودة المناهج الدراسية، كفاءة المدرس، أساليب وطرق التدريس والبيئة التعليمية.


مفهوم جودة التعليم


أهمية جودة التعليم في بناء المجتمعات

مع التطور الحالي أصبح الاهتمام بالمنظومة التعليمية أكثر من أي وقت مضى، وذلك إيمانًا بأن الاهتمام برفع مستوى التعليم وتحسين جودته تنتج عنه الكثير من الفوائد على مختلف الأصعدة ومن هنا كان لا بد من تحقيق الجودة في التعليم والتي يمكن تلخيص أهميتها في النقاط التالية:

  • زيادة المعرفة، فمن خلال التعليم الجيد يكون الطلاب على اطلاع بأحدث المعلومات عن المجال الذي تتم دراسته ومواكبة المستجدات فيه.
  • ضمان فرص عمل أفضل، حيث يتم إعداد الطلاب لدخول سوق العمل مزودين بمهارات وخبرات واقعية تمكنهم من العمل بدون الحاجة للتدريب.
  • من خلال التعليم الجيد يتم إعداد الكوادر المؤهلة بالمهارات اللازمة للعمل والنجاح والتطوير والابتكار وبالتالي ينعكس إيجابًا على الاقتصاد. 
  • تساهم في خفض نسبة الفقر، وذلك من خلال إعداد الطلاب لدخول سوق العمل وتحسين ظروفهم المادية.
  • يضمن التعليم الجيد تحقيق الوعي من مختلف الجوانب الاجتماعية والصحية لدى الطلاب.
  • التعليم الجيد يصنع إنسانًا قادر على حل المشكلات على أرض الواقع بشكل عملي بعيدًا عن الحفظ بدون تطبيق.
  • التعليم الجيد يساهم في خلق مجتمع واعي، مثقف، متماسك.


أهمية جودة التعليم في بناء المجتمعات


ما الفرق بين التعليم الجيد والتعليم الرديء؟

ببساطة يمكن توضيح الفرق أنه في التعليم الجيد من الممكن تعلم أي مهارة مثل البرمجة أو التصميم بطريقة تفاعلية واقعية حيث يكون الطالب جاهزًا للعمل بعد التعلم مباشرة، أما في التعليم الرديء يقضي الطالب وقتًا طويلًا في حفظ تعاريف ومصطلحات من كتاب قديم بدون فهم أو تجريب واقعي لما يتعلمه، وإليكم الفروق بالتفصيل من خلال الجدول التالي:


وجه المقارنة

التعليم الجيد

التعليم الرديء

الأسلوب

تفاعلي يعتمد على التفكير والحوار- محفز

يعتمد على التلقين والحفظ وممل

المعلم

يشرح بطرق تفاعلية ممتعة

الشرح ممل

البيئة التعليمية

داعمة ومحفزة فيها تقدير للطالب

فيها توتر وخوف

المقرر الدراسي

حديث – متنوع- له صلة مباشرة بالحياة العملية

قديم- ممل – غير متجدد

التقييم

يعتمد على المهارات والتطبيق العملي

يعتمد على الدرجات في الامتحانات فقط

الطالب

له دور أساسي يشارك ويسأل

متلقٍ سلبي فقط

الاعتماد على التقنيات الحديثة

أساسي من خلال الوسائل السمعية والبصرية والتطبيقات التعليمية

نادرة الاستخدام أو معدومة

نتائج التعلم

الطالب ينجح ولكن لا يتذكر ما درسه من معلومات

الطالب يكتسب مهارات وخبرات حقيقية يمكنه استخدامها في الواقع


نتائج التعلم الطالب ينجح ولكن لا يتذكر ما درسه من معلومات الطالب يكتسب مهارات وخبرات حقيقية يمكنه استخدامها في الواقع

معايير جودة التعليم

والمقصود هنا ما الذي يجعل التعليم جيدًا؟ وتتنوع المعايير التي تُقاس من خلالها الجودة وسنتعرف على أهم المعايير من خلال النقاط التالية:


معايير متعلقة بالمناهج الدراسية

  • جودة المناهج الدراسية ومرونتها: فكلما كانت المناهج حديثة وموجهة لتلبية احتياجات سوق العمل كان التعليم محققاً الهدف منه.
  • إعداد برامج ومناهج شاملة من حيث النشاطات اللغوية، والحركية وغيرها بهدف تطوير المهارات عند الطلاب، ويجب الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الفردية للطلاب.
  • يجب أن تكون المناهج بعيدة عن الاعتماد الكامل على الحفظ والتلقين في ظل السعي نحو تعليم جيد، بل يجب أن تكون مواكبة للتطورات الحديثة. 
  • التقييم الواقعي حيث يجب أن تقاس الجودة في التعليم من خلال التقييم المبني على المهارات والإبداع وغيرها، وذلك بهدف اكتشاف نقاط الضعف والقوة بعيداً عن الدرجات في الامتحانات.


معايير متعلقة بالطلاب

  • مشاركة الطلاب في العملية التعليمية من أهم المعايير التي تساهم في رفع كفاءة التعليم وجودته، من خلال الاستماع لمشكلاتهم والعقبات التي تواجههم ومحاولة إيجاد الحلول.


معايير متعلقة بالمدرسين

  • كفاءة المعلمين: يجب إعداد المعلمين من خلال دورات تدريبة وتحفيزهم بهدف تحسين التعليم، فالمعلم هو حجر الأساس في العملية  التعليمية.
  • اختيار المُعلم المؤهل، حيث من الضروري أن يكون المعلم مؤهلًا تأهيلًا أكاديميًا في مجال التعليم، ولديه القدرة على تفهم احتياجات الطلاب في مختلف المراحل.
  • تدريب المعلمين على أحدث الطرق بالتعليم ، وتدريبهم على استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة.
  • دور المعلم جوهري في التعليم الجيد فهو قادر من خلال كفاءته وخبرته على إيصال المعلومة بسلاسة بدون تعقيد من خلال استخدام الأساليب التفاعلية.


معايير متعلقة بالإدارة 

  • يجب أن تكون الإداراة في البيئة التعليمية الجيدة قادرة على حل المشكلات والتفاعل مع المجتمع.
  • التواصل الجيد مع الأهالي، وفتح قنوات مع الأهل لحل المشكلات التي تمنع تطور الطلاب التعليمي. 


معايير متعلقة بالإمكانات المادية

  • وتشمل البنية التحتية وتجهيزها على نحو مناسب من حيث المرافق والفصول والمساحات المناسبة، والأجهزة والأدوات اللازمة لإعداد منظومة تعليمية جيدة.
  • الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في التعليم وتجهيز مستلزماتها.


العوامل التي تؤدي إلى انخفاض الجودة في التعليم

  1. نقص الموارد المالية تؤثر على الجودة في المدارس والجامعات.
  2. ضعف التدريب المهني للمعلمين على الجودة في التعليم.
  3. المناهج القديمة والغير محدثة تكون غير ملائمة وتؤدي لخفض مستوى التعليم.
  4.  قلة الدعم الأسري أو انعدامه، فالأسرة لها دور كبير في دعم الجودة في التعليم.


كيفية تحسين جودة التعليم: حلول عملية

  1. تطوير المناهج التعليمية وتحديثها لتواكب متطلبات العصر.
  2. إعداد برامج تدريب وتحفيز لرفع كفاءة المعلمين وتحسين التعليم.
  3. دمج التكنولوجيا والتعليم الرقمي لتعزيز وتحسين مستوى التعليم.
  4.  التعاون بين المدارس حيث من الممكن الاستفادة من تجارب المدارس الناجحة في تحقيق مستوى تعليمي جيد وتقديم النصائح للمدارس الأخرى.
  5. تعزيز التفاعل بين الطلاب والمعلمين، فالتفاعل يخلق جو تعليمي إيجابي محفز للطلاب.
  6. الاستثمار في البنية التحتية والتقنية.


جودة التعليم العالي

تعتبر مرحلة التعليم العالي أو الجامعي من أكثر المراحل التي تتطلب تحقيق مستوى تعليمي جيد، فالتعليم الجامعي لا يقف عند حصول الطالب على شهادته، فهو يحتاج توفير بيئة أكاديمية جيدة، ومناهج حديثة، وأساتذة مؤهلين، وفرص تدريب واقعية لإعداد الطلاب للدخول لسوق العمل. 

والتعليم الجيد هنا يظهر في مدى قدرة الخريجين على إثبات جدارتهم في العمل، ومن هنا تسعى العديد من الجامعات إلى تطوير برامجها باستمرار واعتماد معايير عالمية لتنافس بقوة.

وفي الحديث عن معايير الجودة في التعليم العالي يمكن أن نذكر النقاط التالية.

  1. أن تكون الجامعة معترفًا بها محليًا أو دوليًا.
  2. وجود أساتذة على مستوى عالي من الخبرة والمؤهلات العلمية.
  3. أن تعمد الجامعة على مناهج دراسية حديثة تواكب التطورات العلمية والتقنية، وتتناسب مع احتياجات سوق العمل.
  4. وجود بنية تحتية مناسبة من حيث قاعات دراسية حديثة، معامل، مكتبات رقمية، وإنترنت سريع، لتسهيل العملية التعليمية والتدريب.


جودة التعليم العالي في العالم العربي

على الرغم من أن الدول العربية لا تزال بعيدة عن المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية رغم توفر الإمكانات، ولكن لا يمكننا أن ننكر الجهود المبذولة والتطور الكبير في عدد الجامعات، وتخريج الكفاءات.

وهنا يختلف الواقع التعليمي وجودته من بلد عربي لآخر حيث يتأثر بشكل مباشر بالأوضاع الاقتصادية والسياسية وغيرها، وتأتي دول الخليج العربي في مقدمة الدول التي حققت مستوى تعليمي مرموق.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه جودة التعليم العالي في العالم العربي هي ضعف التمويل والميزانية، وتدخّل بعض الحكومات في شؤون الجامعات مما يعيق قدرتها على التطوير والابتكار، بالإضافة إلى ضعف ربط التعليم الجامعي باحتياجات سوق العمل.


ترتيب الجامعات العربية 2025

هناك العديد من التجارب العربية المشرفة والتي نجحت في تحقيق الجودة في التعليم والتي تستحق التعريف بها والاعتراف بجهودها، وإليكم أفضل 10 جامعات عربية وفق تصنيف QS 2025: 

  • جامعة الملك فهد للبترول والمعادن – تأتي في المركز 101 عالمياً.
  • جامعة قطر – تحتل المركز 122 عالمياً.
  • جامعة الملك عبد العزيز – تأتي في المركز 149 عالمياً.
  • جامعة حمد بن خليفة – في المركز 183 عالمياً.
  • جامعة الملك سعود – في المركز 200 عالمياً.
  • جامعة خليفة – تحتل المركز 202 عالمياً.
  • الجامعة الأمريكية في بيروت - المركز 250 عالمياً.
  • جامعة الإمارات العربية المتحدة - المركز 261 عالمياً.
  • الجامعة الأمريكية في الشارقة – في المركز 332 عالمياً.
  • جامعة القاهرة – في المركز 350 على مستوى العالم.

تعرف ايضا على أفضل الجامعات في مصر.


اقرأ ايضا:


الخاتمة:

وفي ختام مقالنا جودة التعليم: المعايير الفاصلة بين التعليم الجيد والتعليم الرديء، يمكننا القول أن تحسين التعليم وجودته ليس أمرًا مستحيلًا، لكنه يتطلب مهاراتٍ أكاديمية وتمويلًا.

ولا بد لنا من التأكيد على أن الاهتمام والسعي نحو إعداد منظومة تعليمية جيدة ليس خيارًا ثانويًا يمكن الاستغناء عنه، بل هو ضرورة لمستقبل واعد للأجيال، ولبناء مجتمع مستقر ومزدهر. 

تعليقات