تهتم معظم الدول المتقدمة بإعداد فنيين على مستوى عالٍ من المهارة في مختلف التخصصات من خلال التعليم الفني، فهو أساسي في رفد سوق العمل بالكفاءات الفنية المدربة والمتخصصة، وانطلاقًا من دور التعليم المهني في تطور المجتمعات والنهوض بالاقتصاد كان لابد لنا من التعرف على هذا النوع من التعليم وأهميته في سوق العمل.
وتجدر الإشارة أنه في السابق كانت المدارس المهنية لا تلقى إقبالًا من الطلاب وكان خريجوا هذه المدارس يعانون من فكرة عدم تقبل المجتمع لهذا النوع من التعليم وعدم تقديره، ولكن مع الوعي حول دوره في إعداد الكفاءات المؤهلة لسوق العمل بدأت أعداد الملتحقين به تتزايد.
ما هو التعليم الفني؟
هو من نوع من أنواع التعليم يعتمد بشكل أساسي على إكساب الطلاب ورفدهم بمهارات فنية وتدريب مهني وذلك بهدف تأهيلهم للدخول بسوق العمل بمختلف قطاعاته ويكون هذا الإعداد من خلال المدارس الثانوية الفنية.
وتجدر الإشارة هنا أنه من الضروري ربط التخصصات باحتياجات سوق العمل، وذلك من خلال تمكين الطلاب وإعدادهم بالشكل الأمثل لتلبية متطلبات العمل، ويعتبر من أهم عوامل نجاح هذا النوع من التعليم هو التعاون مع المتخصصين في الزراعة والصناعة والتجارة في إعداد المناهج وتحديد الأهداف من التعليم.
أهمية التعليم الفني
على الرغم من أن التوجه نحو التعليم المهني لازال أقل من
المطلوب ولكن من خلال الاهتمام به والإضاءة على أهميته وفوائده سيحقق انتشارًا في الدول العربية يضاهي انتشاره في الدول المتقدمة وسنسلط الضوء على أهميته من خلال النقاط التالية.
- يساهم في مواجهة البطالة والحد منها من خلال تأهيل الخريجين للحصول على فرص مباشرة في سوق العمل.
- دعم الاقتصاد والمساهمة في تنميته من خلال زيادة الإنتاجية بالاعتماد على الكوادر المؤهلة والمتخصصة.
- تبرز أهميته في أنه المصدر الأساسي لرفد سوق العمل بالعمالة المتخصصة في مختلف المجالات.
- ومن الأمور التي تجعل هذا النوع من التعليم مرغوب هي إمكانية الدخول في سوق العمل مباشرة بعد الانتهاء من التعليم الفني.
- يساهم التعليم المهني في التحفيز على الإبداع والابتكار.
- يساعد في تحسين فرص العمل ويحقق دخل مناسب.
- التعليم المهني له دور كبير في القضاء على الفجوة التي كانت موجودة بين التعليم النظري والحاجة للخبرات والمهارات.
ما هي أقسامه ؟
- التعليم الصناعي
- التعليم التجاري
- التعليم الزراعي
- التعليم الفندقي والسياحي
التعليم الفني الصناعي نظام ثلاث سنوات
التعليم الفني الصناعي نظام 3 سنوات هو نظام تعليمي مهني معتمد في مصر يتيح للطلاب بعد المرحلة الإعدادية الدراسة لمدة 3 سنوات والحصول على شهادة دبلوم صناعي، ومن الممكن بعد إتمام الدراسة والحصول على الحد الأدنى للمجموع الالتحاق بكليات ومعاهد متخصصة في المجالات التطبيقية، وكليات التعليم الصناعي، والجامعات التكنولوجية، وكليات الهندسة، والفنون التطبيقية وغيرها.
يتم من خلاله إعداد الطلاب وتأهيلهم للحصول على فرص عمل في المجالات الصناعية من خلال تعليمهم المهارات التطبيقية والتقنية اللازمة، ومن الأقسام التي تندرج ضمن التعليم المهني الصناعي قسم الميكانيكا- قسم الكهربا- قسم التبريد والتكييف- قسم الملابس والنسيج- قسم النجارة.
نظام الجدارات في التعليم الفني
نظام الجدارات هو نظام تعليمي معتمد في مدارس التدريب الفني بمصر بشكل خاص والهدف منه إعداد طلاب المدارس الفنية وتدريبهم على مهارات مرتبطة بشكل مباشر بسوق العمل والتأكد من جدارة الخريج.
ويتم إعداده بالتنسيق مع المتخصصين في القطاعات الاقتصادية والخبراء القادرين على تحديد متطلبات سوق العمل بهدف إعداد برامج تعليمية مبنية على خبراتهم، والإشراف على التعليم الفنى بشكل عام.
يدرس طلاب المدراس الفنية مقررات نظرية إلى جانب التركيز على التدريب العملي من خلال الورشات التدريبية وغيرها كل حسب تخصصه المهني وذلك بهدف إيجاد الفرص لهم لدخول الجامعات المناسبة لتخصصهم.
ولتحديد مستوى جدارة الطالب يعتمد نظام الجدارات في التعليم الفنى على 3 أنواع من التقييم وهي التقييم المعرفي- المهاري- وملف إنجاز الطالب، وبعد إتمام اختباراته بنجاح يصبح طالب جدير.
ما الفرق بين التعليم العام والتعليم الفنى؟
قد يتساءل العديد من الطلاب عن الفرق بين التعليم العام والفني وذلك بهدف معرفة تفاصيل عن التعليم المهني ومدى ملاءمته لرغباتهم وإمكانية دراسته وإليكم الفرق بالتفصيل من خلال الجدول التالي:
الفرق من حيث |
التعليم العام |
التعليم الفنى |
تعريفه |
تعليم يعتمد على المواد الأكاديمية وينتقل الطالب
بعده للتعليم الجامعي |
تعليم يركز بشكل أساسي على المهارات العملية لمهن
محددة |
الهدف منه |
تقديم المعارف المختلفة وتأهيل الطالب لاستكمال
دراسته الجامعية |
إعداد الخريجين بمهارات محددة لدخول سوق العمل
مباشرة |
طبيعة الدراسة |
مواد متعددة أغلبها نظري |
الدمج بين النظري والعملي مع التركيز على التدريب
العملي والتطبيق لمهنة محددة |
أسلوب
التقييم |
اختبارات وامتحانات |
تقييم مهارات عملية |
الشهادة |
شهادة الثانوية العامة |
دبلوم فني وفي بعض التخصصات ممكن دخول تعليم عالي
تقني |
أمثلة مهن
بعد التخرج |
طبيب- مهندس- معلم |
فني تكييف- ميكانيكي سيارات- فني كهرباء |
التحديات التي تواجه التعليم المهني
- نظرة المجتمع الضيقة عن هذا النوع من التعليم والتي لا تتقبله كما تتقبل التعليم العادي.
- عدم الوعي بأهميته ودوره في كل القطاعات.
- يحتاج إلى تمويل ودعم مادي لتطبيق أحدث البرامج في التدريب الفني.
- تتطلب المناهج التحديث المستمر لمواكبة التطور.
مقترحات لتطوير التعليم الفنى
- العمل على إعداد مناهج وخطط مبنية على منهجية محددة وتحديثها بشكل مستمر لسد الثغرات بين سوق العمل وكفاءة الخريجين.
- الاهتمام بالتخصصات المطلوبة والجديدة بسوق العمل والسعي لإعداد الكوادر المدربة التي تحتاجها.
- استخدام أحدث الوسائل والتقنيات في التدريب وإعداد الطلاب في تخصصات حيوية مثل ميكانيكا السيارات وقطاع التكييف والتبريد وغيرها من التخصصات.
- زيادة عدد المدارس التطبيقية التكنولوجية والصناعية.
- المشاركة في مختلف المبادرات والمسابقات التي تساهم في دعم وتطوير التعليم الفني.
- الاستعانة بالخبرات الدولية من حيث التدريب والإعداد الفني للطلاب.
- إدخال أنظمة الحاسب الآلي في مختلف المدارس الصناعية.
- العمل على تأمين فرص عمل للخريجين وتوزيعهم بشكل مناسب في سوق العمل.
- تأمين كل احتياجات المدارس الفنية من معدات وأدوات للتدريب.
- إعداد المعلمين والكوادر المؤهلة للارتقاء بالتعليم الفنى.
- الاعتماد على الجانب العملي والتطبيقي بشكل مكثف في التدريس.
- يجب أن تكون أعداد الطلاب نموذجية في الصفوف لضمان الإعداد الجيد والتدريب الأمثل للطلاب.
مستقبل التعليم المهني
تتجه جهود الدول المتطورة نحو دعم التعليم المهني بشكل واضح ويحظى باهتمام متزايد، ويعتبر إعداد الخبرات والعمالة الماهرة بالاعتماد على التعليم الفنى من أولويات هذه الدول وذلك انطلاقًا من أن التعليم والتدريب المهني هو المحرك الرئيسي لدعم الاقتصاد وزيادة الإنتاج وله آفاق مستقبلية واعدة وفرص عمل مميزة.
وبدأت الدول العربية تنهج نهج الدول المتقدمة في دعم التعليم المهني والتشجيع على التوجه نحو دراسته ولكن بخطوات بطيئة، وقد جاءت هذه الخطوة بعد أن كانت تهتم بالتعليم العادي وتستقبل أعدادًا هائلة من الطلاب ما أدى إلى زيادة البطالة بسبب ارتفاع أعداد الخريجين مقارنة بمتطلبات وحاجة سوق العمل، فجاء التعليم المهني حلًا جذريًا لهذه المشاكل حيث يرتبط بشكل مباشر بسوق العمل وحاجاته.
دول رائدة وتجارب ناجحة في التعليم المهني
توجد العديد من الدول الكبرى التي تولي اهتمامًا خاصًا للتعليم المهنى وتعتبر تجاربها ناجحة في هذا النوع من التعليم وتستحق أن تكون خطواتها مثالًا نتبعه لتطوير هذا النوع من التعليم وإليكم بعض التجارب.
- ألمانيا حيث تتميز بنظام تعليمي يجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملي وهو نظام ناجح ويوفر للخريجين فرص عمل مميزة.
- سنغافورة توفر تجربة تعليم مهني مثالية من خلال ربط التعليم بحاجات ومتطلبات سوق العمل.
- اليابان توفر للطلاب تدريب عملي ولديها معاهد متخصصة ومدارس مهنية مرموقة.
- ماليزيا من أنجح التجارب في التعليم المهني وذلك من خلال الاهتمام الحكومي بتنمية المهارات وإعداد الخبرات وتقدم دبلومات معتمدة دوليًا في مختلف المجالات.
الأسئلة الشائعة عن التلعيك الفني
هل التعليم الفني له مستقبل؟
بالطبع هناك العديد من فرص العمل المتاحة لطلاب التعليم الفنى ويتم إعدادهم لدخول سوق العمل مباشرة بعد التخرج.
هل التعليم الفني له كليات؟
من الممكن لطلاب التعليم الفنى بعد الانتهاء من الدراسة الالتحاق بالمعاهد والكليات المتخصصة حسب نوع الدبلوم الفني بشرط الحصول على المجموع المطلوب لهذه الكليات واجتياز اختبار القدرات في حال كان مطلوبًا، مثل كليات الهندسة لطلاب الدبلوم الفني الصناعي، كليات التجارة لطلاب الدبلوم الفني التجاري، كليات الزراعة ، كليات السياحة والفنادق، كليات الفنون التطبيقية، الجامعات التكنولوجية.
كيف أعرف أن التعليم المهني مناسب لي؟
إذا كنت تفضل الدراسة العملية وإتقان مهارة محددة ضمن ورشات تدريبية فهو بالتأكيد الخيار الأنسب.
تعرف أيضا على:
- التعليم التجاري وأهميته في سوق العمل
- عوامل بناء الثقة في التعليم
- عوامل التفوق الدراسي
- الاجتهاد الدراسي وأهميته في تحقيق التفوق والنجاح
الخاتمة:
وفي الختام لكل المهتمين بمعرفة ما هو التعليم الفني حاولنا من خلال مقالنا أن نشرحه بالتفصيل من خلال تعريفه وتسليط الضوء على أهميته كنظام تعليمي عملي يوفر تدريب تطبيقي وفرص عمل مميزة وبشكل أسرع من فرص العمل المخصصة للتعليم العادي، مع تمنياتنا بأن تكون معلوماتنا التي اخترناها لكم أجابت عن كل استفساراتكم حول التعليم المهني.