مقالات متنوعة

استراتيجية المتشابهات في تدريس العلوم

لا شك أن استراتيجية المتشابهات من الطرق الحديثة المعتمدة في تدريس العديد من المناهج العلمية بالمدارس خلال الفترة الأخيرة، حيث تعد من الأساليب العلمية التي تعزز من اكتساب الطلاب المعرفة وتقوية المهارات الفكرية لهم، لفهم عميق للمواد من خلال المشاركة التفاعلية لديهم، ومع أهمية هذه الإستراتيجية ودورها في النهوض بالتعليم نستعرض جميع التفاصيل عن تعريفها بدقة وأهدافها وكذلك أمثلة عنها بهذا المقال.


استراتيجية المتشابهات في تدريس العلوم


ما هي استراتيجية المتشابهات في تدريس العلوم والتعليم 

في مستهل الحديث يمكننا أن نعرف خطة التعليم بالمتشابهات والمقارنات على أنها أسلوب قديم تم تطوره لتدريس المواد الدراسية من خلال شرح المفاهيم والأحداث ومقارنتها بمفاهيم أخرى اعتيادية وغير اعتيادية، حيث تقوم على فكرة ربط بين موضوعين في نفس صعوبة المفاهيم بهما ثم عمل مقارنة لتوضيح المتشابهات والغير متشابهات والجمع بينهما لتسهيل المعرفة على الطلاب، لكن بعد إجراء أبحاث ودراسة لتقوية تفكيرهم.

وباعتبار أن مادة العلوم من المواد العلمية التي تحتاج الفهم العميق والدقيق لمفاهيمها ومصطلحاتها المتخصصة فظهرت الحاجة لاعتماد المعلمين على استراتيجيات مناسبة لتسهل الفهم والاستيعاب ومن أبرز هذه الاستراتيجيات المتشابهات.


أهمية استخدام استراتيجة التشابه في تدريس العلوم

يعد ميدان تدريس العلوم من أكثر المجالات التي يمكن أن نستخدم من خلالها هذه الاستراتيجية بفعالية وفائدة وذلك يعود للأسباب التالية:

  1. تساعد في تبسيط المفاهيم المجردة والمعقدة وجعلها قابلة للفهم وتقريبها لذهن الطالب، مثل الذرة والخلية وغيرها...
  2. تنشيط التفكير التحليلي والإبداعي عند الطلاب من خلال المقارنات، وتحفيزهم على التفكير للبحث مما يعزز الفهم العميق لديهم.
  3. تعزيز الدافع التعليمي عند الطلاب من خلال ربط المفاهيم بالمعارف اليومية.
  4. تساعد على تثبيت المعلومات في الذاكرة الطويلة الأمد وتخزينها من خلال ربط المفاهيم الجديدة بالمعارف السابقة.
  5. تعزز التفاعل الإيجابي والمشاركة داخل الصف.


ما هي أهداف استراتيجية المتشابهات

والجدير بالإشارة أن خطة وأسلوب استراتيجية المقارنات بالتشبيهات تهدف إلى  عدد من الأهداف التعليمية التي لها أهميتها، نذكرها لكم فيما يلي:


التخطيط العلمي الذاتي

وفيه يتم تحفيز الطلبة على إنشاء وتصميم عدد من الأساليب الدراسية للموضوعات العلمية، ما يساهم في تقوية الفهم بالخطة المنهجية التعليمية وإدارة الوقت.


تقييم الوعي الفكري 

وفيه يتم مراقبة الطلاب لقياس الفهم والاستيعاب، لديهم  مما يساعد في وضوح مواقع الضعف التي بحاجة إلى إعادة للتحسين .


انعكاس الأداء

 كما تهدف الاستراتيجية على تحفيز الطلبة على التأمل في أدائهم وتقييمه، ليساهم ذلك أيضا على تطوير خطط التعلم لتصبح ذات فعالية من خلال تعرف نقاط الضعف بالأخطاء ونقاط القوة بالنجاحات.


التحكم العاطفي

وفيه يتم تدريب الطلاب على كيفية إدارة مشاعر التوتر من الصعوبات التي تقابلهم أثناء الدراسة، مما يساهم في الحصول على تجربة محسنة من وعيهم التفكيري والتحصيل التعليمي.


الاستقلالية الذاتية والعقلية

بطبيعة الحال تعمل المقارنات على  تدعيم وتحسين قدرة الطلاب على إدارة ذاتهم من حيث الوقت و تقسيم المواد الدراسية، وذلك من أجل الوصول لمرحلة  متقدمة من التحصيل العلمي للمفاهيم الصعبة والتنظيم الجيد للذات.


تطبيق وتوظيف المخطط الذهني

وهنا يكون الهدف قائم على دعم الطلاب في استخدام المخططات الذهنية الفكرية من أجل  توظيف المعلومات، وتحسين الأفكار وتنظيمها بشكل أدق.


التفكير المسموع

وفيه يتم تحفيز الطلاب على التعامل بالتفكير بينهم فيما يسمى بالتفكير العالي خلال عقد المقارنات أو عند حل المشكلات، ليساعد ذلك في تقوية التفكير العقلي لهم.


تنفيذ الأساليب المختلفة للفهم

ويكون الهدف هنا توجيه الطلبة إلى أهمية التنوع بين الخطط المختلفة لحل واستيعاب المفاهيم العلمية، ليعطيهم في النهاية مرونة في التفكير والاستيعاب.


ما هي طرق استخدام استراتيجية المتشابهات في التدريس

وفي إطار التعرف على استخدام خطط المتشابهات في التدريس وفهم العلوم نوضحها ونذكر طرق استخدامها في تدريس العلوم، وهي:


المقارنات الاعتيادية

وهذا النوع قائم على فكرة بيان وجمع المفاهيم العلمية عن طريق طرح نماذج معتادة لدى الطلاب.


تشبيهات الافتراضيات والتصورات

كما أن هذا النوع يقوم كذلك على أساس جمع التشبيهات بين الموضوعين مختلفين لنفس الفكرة.


أمثلة واقعية عملية

وتقوم هذه الطريقة على وضوح النظريات العلمية عن طريق طرح أمثلة من واقع الحياة الفعلية اليومية.


التصوير المرئي

وهنا تكون طريقة  تسليط الضوء على تشبيه المفاهيم بتصميم الرسوم والتصورات المرئية، لمساعدة الطلاب على استيعابها سريعا.


 السرد القصصي

ويكون دوره في وصول المفاهيم الدراسية للطلاب عن طريق سرد بعض القصص العلمية لوضوح المتشابهات والمتناقضات بشكل سلس أكثر استيعابَا.


خطوات استراتيجية المتشابهات في تدريس العلوم 

وكأي استراتيجية علمية فيوجد لها عدد من الخطوات عند تنفيذها يجب الالتزام بها، ومن تلك الخطوات ما يلي:

  1. اولا يجب حصر وتعيين المفهوم العلمي المقصود؛ حيث أن تحديد العنصر الذي تريد تدريسه يساعدك على وضوح خط البداية في التدريس والتطبيق .
  2. ثانيا عليك بجمع المفاهيم المطابقة في  التشابه؛ وهذا يضمن لك وجود علامات مشتركة، على  أن يشترط أن يكون التشابه اعتيادي وبسيط لتأهيل الطلاب للاستيعاب بسهولة.
  3. ثالثا يجب أيضا تفسير المتشابهات على أساس الترابط بين المفهومين لسهولة الفهم بسرعة.
  4. رابعا عليك بتوظيف الأساليب التعليمية المختلفة: فيجب التنوع بين الطرق بصرية أو سمعية أو مرئية في الشرح والدراسة.
  5. خامسا القيام بالتجارب الواقعية:  فقول التجربة خير دليل أمر صحيح قدم من أجل توضيح أوجه التشابه على أرض الواقع.
  6. سادسا الحوار والسؤال؛ فمن خلال وضع خطة توظيف الأسئلة ولغة الحوار تجعل من استيعاب الطلاب أسرع  وأكثر تفاعلا، حيث يساهم ذالك في الفهم العميق للتشابه دون تعقيدات.
  7. سابعا تحديد الاختلافات؛ نتيجة لما سبق يأتي دور توضيح الاختلافات حتى لا يقع الطلاب في خطأ الخلط بين الموضوعين دون وعي.
  8. ثامنا استعادة وهيكلة المفاهيم: فعادة ما بعد تفسير  التشابهات والاختلاف يتغير المعنى قليلا، فيجب في النهاية  استرجاع  المفهموم بمزجه مع المفهوم الجديد.
  9. تاسعا التقييم؛ وكختام أي إجراءات وخطوات عملية وعلمية لتنفيذ الخطة يأتى  دور التقييمات؛ فيجب وضع تقييم لتوضيح مدى الفهم لدى جميع الطلاب.


ومن الأمثلة على استخدام المتشابهات في تدريس العلوم تشبيه الدورة الدموية بالطرقات وشبكة المواصلات حيث نشبه الدم بالسيارات، أو تشبيه التفاعلات الكيميائية بمكونات الطبخ وعند مزج وخلط المكونات نحصل على مكون جديد.

وهنا تجدر الإشارة أنه كلما كانت المتشابهات مرتبطة بالحياة اليومية كلما كانت أقرب لذهن الطالب وحققت الغرض من استخدامها.


صعوبات استخدام المتشابهات في التدريس

على الرغم من أن هذه الاستراتيجية قد أثبتت جدارتها ولكن هناك بعض الصعوبات التي قد تضعف من فعاليتها، والصعوبات بعضها متعلق بالمعلم وبعضها بالطلاب وهناك صعوبات مرتبطة بالمنهج وسنذكر منها.

  • عند الحديث عن الصعوبات المتعلقة بالمعلم يمكننا أن نوضح أن قلة خبرة المعلم في استخدام هذه الاستراتيجية وإعداد المتشابهات المناسبة يؤثر سلبًا على فعالية الاستراتيجية.
  • وفي الحديث عن الصعوبات المتعلقة بالطالب قد يحدث سوء فهم عند اختيار تشبيه غير مناسب أو بعيد عن فهم الطلاب، أو قد يجد الطالب صعوبة في فهم العلاقة بين المفهومين، بالإضافة لما سبق تؤثر الفروقات الفردية بين الطلاب على تأدية هذه الاسترتيجية دورها بشكل فعال فهي لا تعتبر مناسبة لمختلف الطلاب على اختلاف مستوياتهم.
  • أما الصعوبات المتعلقة بالمنهج فيمكن تلخيصها بالآتي، قد لا يتضمن محتوى الدروس والمناهج متشابهات مناسبة يمكن الاعتماد عليه، أضف إلى ذلك عدم وجود وقت كافي لتطبيق هذه الاستراتيجية بسبب كثافة المناهج.
  • ويمكننا أن نضيف على ما سلف ذكره أن الإكثار من استخدام التشبيهات قد يؤدي لفهم الطالب للتشبيه المألوف أكثر من المصطلح أو المفهوم العلمي الجديد.
  • إضافة إلى أن المبالغة في تبسيط المفاهيم العلمية قد يؤدي إلى صرف النظر عن التفاصيل الهامة والمفهوم العلمي الأساسي.


أنواع المتشابهات في تدريس العلوم

تنقسم المتشابهات المستخدمة في تدريس العلوم إلى عدة أنواع وهنا سنذكرها باختصار.

  1. التشابه اللفظي أو اللغوي، وهو يعتمد على اللغة لتوضيح التشابه بين المفهومين.
  2. التشابه البصري، يعتمد بشكل أساسي على استخدام النماذج والرسومات لتبيين التشابه بين مفهومين.
  3. التشابه الحسي، يعتمد على استخدام التجارب، أو نشاط حسي يحاكي المفهوم المراد تبسيطه وتوضيحه.


أنواع المتشابهات في تدريس العلوم


ما هي المشاكل التي تواجه الطلاب في مادة العلوم؟

هناك بعض التحديات والمشكلات التي تواجه الطلاب في مادة العلوم ولذلك يلجأ المعلمون إلى أحدث الطرق والاستراتيجيات لتدريسها وإليكم بعض المشكلات.

  • المصطلحات العلمية المعقدة والتي يصعب فهمها، مثل التكاثف -الجزيئات - التركيب الضوئي، حيث تكون هذه المصطلحات جديدة على الطلاب وغير مستخدمة من قبل، ويكون الحل هنا بتبسيطها وربطها بمشابه من الحياة اليومية.
  • عدم وجود الرغبة والحافز تجاه المادة، ويكون ذلك حين يشعر الطلاب بالملل بسبب استخدام الوسائل التقليدية في التعليم، ولحل هذه المشكلة يحتاج المدرس لاعتماد الأنشطة والتجارب.
  • اعتماد الطلاب على الحفظ بدون الفهم، وهذا أسلوب غير مجدي بمادة العلوم فمن الضروري الاعتماد على التفكير والتجربة.
  • تحتاج مادة العلوم لأدوات وتجهيزات لإجراء التجارب كالمختبر، ونقص هذه الأدوات يؤثر على فهم الطلاب وتجاوبهم مع المعلم.
  • خجل بعض الطلاب يؤثر في مشاركتهم وتفاعلهم.
  • من الضروري دمج التعليم التقليدي بأساليب تعليمية حديثة تفاعلية، وغياب اعتماد المعلمين على الأساليب الحديثة في التدريس يؤدي لشعور الطلاب بالملل وبالتالي عدم الفهم الفعال.

ما هي المشاكل التي تواجه الطلاب في مادة العلوم؟


نموذج تطبيقي لاستراتيجية المتشابهات - درس النظام الشمسي

الهدف من تطبيق الاستراتيجية: أن يتمكن الطلاب من فهم مكونات النظام الشمسي بأسلوب مبسط، وأن يكون الطالب في نهاية الدرس قادرًا على تعريف مفهوم النظام الشمسي ومكوناته، واستخراج تشبيه من الواقع يمثل ويشابه النظام الشمسي.

ويمكننا هنا تشبيه النظام الشمسي بالمدرسة مثلاً.

وتشبيه الشمس بمدير المدرسة المسؤول عن إرسال الضوء والحرارة.

ونشبه الكواكب التي تدور حول الشمس بالطلاب ولكل كوكب مميزات.

الكويكبات يمكن تشبيهها بالزوار حيث يتواجدون بشكل غير منتظم ودائم.

الجاذبية الأرضية تمثل القوانين والضوابط التي يجب المحافظة عليها لتجنب الفوضى.


خطوات تنفيذ الدرس باستخدام التشابه

  1. بداية يقوم المعلم بطرح سؤال على الطلاب ماذا لو اعتبرنا أن النظام الشمسي كالمدرسة من سيكون المدير؟ ومن سيكون الطلاب؟ يستمع للإجابات.
  2. في الخطوة التالية من تطبيق الاستراتيجية يقوم المعلم بشرح المفهوم العلمي بشكل مبسط وهنا سيكون النظام الشمسي والذي يتكون من الشمس والكواكب و....، ومن المفيد عرض صور أو فيديو توضيحي وربط كل كل مفهوم بمشابه له في الحياة اليومية وهنا ستكون المدرسة. 
  3. من المفيد الطلب من الطلاب أن يكتبوا على ورقة خارجية المتشابهات من الواقع بحسب وجهة نظرهم حول المفهوم المطلوب شرحه.
  4. تتم بعد ذلك المناقشة وتقييم الأداء حيث يقوم الطلاب بذكر تشبيهاتهم وتدوين الملاحظات حول تشبيهاتهم، وطرح بعض الأسئلة لتعميق الفهم.
  5. بعد ذلك يقوم المعلم بكتابة ملاحظات عن تفاعل الطلاب، ومدى كفاءة الاستراتيجية في توضيح المفهوم العلمي المحدد لهذه الحصة.


تعرف ايضا على:


الخاتمة:

بالختام يتضح لكم أن استراتيجية المتشابهات في تدريس العلوم واقع علمي ناجح لتوضيح مفاهيم المواد العلمية الصعبة بشكل سلس للطلاب، حيث تقوم بتبسيط المفاهيم العلمية المعقدة إلى مفاهيم أبسط وأقرب لذهن الطلاب، فالعلم ليحقق الهدف منه يجب أن يكون بعيدًا عن التعقيد ومن أكثر الأساليب الناجحة ربطه بالحياة اليومية من خلال هذه الاستراتيجية. 

تعليقات