"إذا كان العالم كله خاتمًا من ذهب فإن هرمز هي جوهرته" هكذا عبر البرتغاليون عن أهمية المضيق في القرن السادس عشر الميلادي في فترة احتلالهم له، وهذه دلالة واضحة وصريحة على أهمية هذه البقعة الجغرافية منذ القديم حيث تعاقبت على الاستفادة منه والسيطرة عليه الكثير من الحضارات.
وانطلاقًا من أن مضيق هرمز هو أحد أهم المضائق البحرية في العالم اخترنا أن نقدم لكم شرحًا مبسطاً وشاملاً عن المضيق، يتضمن كل التفاصيل الهامة من حيث موقعه، وأهميته والكثير من المعلومات.
أين يقع مضيق هرمز؟
مضيق هرمز هو ممر مائي ضيق يفصل بين إيران وسلطنة عمان ، ويصل بين الخليج العربي وبحر العرب، مما يجعله أحد أهم الممرات البحرية في العالم لنقل النفط والتجارة، يقع في منطقة الخليج العربي وإليكم الموقع الجغرافي الدقيق بالتفصيل:
- من جهة الغرب يجاوره الخليج العربي.
- ومن جهة الشرق يأتي بحر العرب (تحديدًا بحر عمان).
- ومن الشمال تقع إيران، محافظة هرمزغان بالتحديد، وتطل عليه جزر إيرانية مثل: جزيرة قشم (والتي تعد أكبر الجزر الإيرانية في الخليج)، جزيرة هرمز.
- أما من الجنوب فتأتي سلطنة عُمان، وبالتحديد محافظة مسندم، وهي منطقة عُمانية معزولة جغرافيًا عن باقي السلطنة وتفصلها أراضٍ تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
- تقع الإمارات العربية المتحدة إلى الجنوب الغربي للمضيق
- وعلى الجانب الغربي للخليج الفارسي تقع قطر، البحرين، السعودية، الكويت، والعراق.
- وهناك جزر متنازع عليها بين إيران والإمارات وهي: أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى.
الأبعاد والمسافة
- يقدر عرضه بـ 50 كيلومترًا وأضيق نقطة في المضيق يبلغ عرضها حوالي 33 كيلومترًا (21 ميلًا) فقط.
- عمق المضيق يقدر بـ 60 مترًا.
- يملك المضيق قناة شحن بعرض ميلين فقط مخصص من خلالها ممر للناقلات القادمة- ممر للناقلات المغادرة وبينهما تقع منطقة عازلة لأغراض السلامة.
أهمية مضيق هرمز
للمضيق أهمية اقتصادية عالمية، حيث يعتبر من أهم 11 مضيقًا في العالم، ويلعب دورًا أساسيًا في استقرار الاقتصاد العالمي، حيث يتحكم بعبور صادرات النفط الدولية ويعتبر شريان النفط الأساسي، وإليكم شرحًا مفصلًا لأهميته من عدة جوانب:
أولًا: الأهمية الجغرافية
- موقعه الاستراتيجي الهام يقع في نقطة حيوية تربط بين الخليج العربي وبحر العرب، وهو المنفذ الوحيد للخليج نحو المحيط الهندي والعالم.
- يعتبر مناخ المضيق مداري وهذا يجعله صالحًا للملاحة بأي وقت في العام.
- كل الشحنات البحرية من دول الخليج لا يمكنها الوصول إلى الأسواق العالمية إلا من خلال هذا المضيق إلا في بعض الحالات من خلال استخدام أنابيب برية بديلة.
- كان معبراً بحريّاً هامًا للسّفن التّجاريّة منذ زمن بعيد.
ثانيًا: الأهمية الاقتصادية
يعتبر ممر هرمز المائي أهم ممر لنقل النفط في العالم، حيث يمر من خلاله أكثر من 20% من تجارة النفط العالمية والتي يتم نقلها عن طريق البحر.
- يمر من خلاله نحو 20 مليون برميل من النفط ومشتقاته يوميًا.
- ممر أساسي لتصدير النفط والغاز لكل من السعودية - الإمارات- الكويت- العراق- إيران- وقطر التي تعتبر أكبر مصدر للغاز وتعتمد على الممر بشكل كامل لتصدير الغاز.
- تصدر السعودية نحو 88 بالمئة من إنتاجها النفطي من خلاله.
- تصدر العراق ما يقدر بـ 98 بالمئة من صادراتها النفطية من خلال المضيق.
- الإمارات تعتمد على المضيق بتصدير نحو 99 بالمئة من النفط.
- تعتبر اليابان أكبر مستورد للنفط الذي يمر عبر المضيق.
ثالثًا: الأهمية الجيوسياسية والعسكرية
- كان الممر ولازال نقطة توتر عالمية، حيث تسيطر إيران على الجهة الشمالية له، وقد هددت عدة مرات بإغلاقه في حال تعرضها لعقوبات أو هجوم.
- الولايات المتحدة، بريطانيا، وفرنسا لديها قوات بحرية في الخليج لضمان حرية الملاحة.
- تهدد إيران باستمرار بإغلاق المضيق للضغط في مفاوضات العقوبات والملف النووي.
- قوات أمريكية وبريطانية عسكرية تقوم بدوريات مستمرة في مياه الخليج.
رابعًا: تأثيره على الاقتصاد العالمي
يؤثر بشكل كبير في أسعار النفط العالمية فأي توتر في ممر هرمز المائي يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، واضطراب الأسواق المالية، وقلق في الدول الصناعية الكبرى المستهلكة للطاقة.
هل تم إغلاق مضيق هرمز من قبل؟
هددت إيران في فترات سابقة بإغلاق المضيق بشكل كامل كنوع من الرد على العقوبات المفروضة عليها ، ولكن لم يحدث ذلك، واكتفت فقط بعرقلة واستهداف بعض السفن وناقلات النفط، وهنا تجدر الإشارة أن إيران تستخدم المضيق لنقل صادراتها النفطية وإغلاقه سيؤثر عليها أيضًا.
وفي نفس السياق لابد من التنويه أن إيران تمتلك أسلحة متطورة تشمل سفنًا حربية وغواصات وزوارق سريعة وطوربيدات البحرية وألغام بحرية مما يمكنها من إغلاق المضيق إذا أرادت ذلك.
قانون أعالي البحار
المضيق يخضع لاتفاقيات دولية لتنظيم حركة الملاحة، مثل مخاطر التصادم، والإجراءات الأمنية، وتحديد أنظمة الخطوط البحرية (TSS)، ويعتبر المضيق جزءاً من أعالي البحار.
واستنادًا لذلك فمن حق السفن المرور من خلاله ما دام لا يضر بسلامة الدول الساحلية أو يضر بأمنها، وباعتبار أن ممر هرمز يقع بين دولتين هما إيران وعُمان، فهو بذلك يكون تابعًا لسيادة الدولتين على مقدار بحارهما الإقليمية.
وفي العام 1958تم إقرار اتفاقية جنيف للبحر الإقليمي وقانون البحار والذي يرسم نظام المرور في المضائق المستخدمة للملاحة الدولية مع مراعاة سيادة الدول الساحلية بحسب الاتفاقية.
وبحسب هذه الاتفاقية الدولية من حق إيران والتي يقع المضيق ضمن مياهها الإقليمية ولها سيادة عليه كونها دولة ساحلية له، أن تستخدمه سلمياً وعسكرياً وفق مصالحها، وأن تمنع أي دولة أجنبية من دخول الجزء الذي يقع ضمن نطاق سيادتها في حالة الطوارئ أو إذا شعرت أن السفن التابعة للدولة الأجنبية لا تلتزم بالمرور العابر الذي نص عليه قانون البحار.
أضف لما سبق فقد حرم قانون البحار على السفن الأجنبية الحربية الدخول إلى المياه الإقليمية لدولة ما وعدم الالتزام بقوانين وأنظمة هذه الدولة الساحلية دون أخذ إذنها، وبالتالي من حق الدولة الساحلية أن تطلب من السفينة الحربية مغادرة البحر الإقليمي لها.
ما الدولة العربية التي تشرف على المضيق؟
تعتبر سلطنة عُمان هي الدولة العربية التي تشرف على ممر هرمز المائي، حيث تقع على الجهة الجنوبية للمضيق، وأتي جزء من المضيق ضمن مياهها الإقليمية.
ويعتبر المضيق من المعالم الأثرية في عُمان، وأثبتت الدراسات التاريخية أن السومريون قد مروا عبره منذ آلاف السنين.
من يملك مضيق هرمز؟
إيران وعُمان لهم نفس الحقوق الإقليمية في مياه المضيق وتشتركان بها.
من الدول التي تتحكم في المضيق؟
يتحكم في مضيق هرمز كل من عُمان وإيران ولهما نفس الحقوق الإقليمية في المياه، وقد تم تحديد امتداد المياه الإقليمية للدولتين بـ12 ميلاً بحرياً، ومن ثم تلتقي مياههما الإقليمية في منطقة المضيق.
هل توجد بدائل للمضيق؟
توجد بعض الطرق البديلة من خلال الأنابيب البرية في دول الخليج ولكن لا تغطي حجم الصادرات المطلوبة، ولكن على الرغم من وجود بدائل يظل المضيق هو الممر الرئيسي الذي تمر من خلاله آلاف براميل النفط يومياً، ومن الخطوط البديلة للمضيق:
- خط أنابيب أبوظبي إلى ميناء الفجيرة.
- خط أنابيب شرق-غرب السعودي إلى البحر الأحمر.
خريطة مضيق هرمز
مضيق هرمز pdf
إذا كنتم مهتمين بتحميل ملف فيه كل التفاصيل الهامة عن المضيق يمكنكم تحميله من هنا.
اقرأ أيضا:
الخاتمة:
وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا والذي تعرفنا من خلاله أن مضيق هرمز ليس مجرد ممر بحري هام، بل شريان الحياة للتجارة العالمية، وأي توتر فيه يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد وأسعار النفط عالميًا.
