إنه العام الدراسي الأول للطفل، يدخل عالمًا جديدًا مختلفًا وروتينًا جديدًا يحتاج للانضباط، وأول انفصال حقيقي عن الأم بعد ملازمتها بكل خطوة، مشاعر خوف وقلق تنتاب الأمهات، وللتغلب على كل هذه المخاوف سنتعرف معًا كيف أجهز طفلي لأول سنة دراسية، حيث سنقدم للأمهات نصائح وإرشادات لنتجاوز هذه المرحلة الجديدة بسلام ونجعل منها ذكرى جميلة.
كيف أجهز طفلي لأول سنة دراسية خطوات أساسية
من الضروري تهيئة الطفل لأول سنة دراسية فهي مرحلة مهمة ومفصلية في حياة الطفل، ويجب أن يتم الاستعداد لها بالشكل الصحيح لمساعدة الطفل على مواجهة مخاوفه والتغلب عليها، والعمل على ترك أثر إيجابي في نفسه يلازمه للسنوات القادمة، وتعتبر التهيئة النفسية من أولويات تجهيز الطفل وإعداده لعامه الدراسي الأول، وإليكم بعض الخطوات التي تساعد كل أم تتساءل كيف أجهز طفلي لأول سنة دراسية.
- زيارة المدرسة قبل بدء الدوام والتعرف عليها يجعل الطفل يألف المكان ويطمئن، احرصي أن يتعرف على صفه ومعلمته، وهذا سيخفف من شعوره بالقلق والتوتر.
- من المفيد أن تشرحي لطفلك شرح تفصيلي عن الجو العام بالمدرسة والنشاطات التي سيقوم بها، وكيف يتعامل مع الأصدقاء، فالحوار مع الطفل يبدد مخاوفه، ويمكنك اللعب مع طفلك لعبة أن تقومي بدور المعلمة وهو الطالب، ومن خلال ذلك تقدمي له الشرح لكل التفاصيل بأسلوب محبب.
- تفهمي مخاوف الطفل واستمعي لما يدور بباله وقدمي له كل التفاصيل اللازمة التي تشعره بالأمان.
- دربي طفلك على الانفصال التدريجي عن الوالدين كأن تتركيه عند منزل الجدين أو أحد الأقارب بدون تواجدك لبضع ساعات.
- اصطحبي طفلك إلى أماكن تشبه الحضانة، حيث تعتبر من أساليب تهيئة الطفل للحضانة أن يجرب التواجد بأماكن تشبه الحضانة يتواجد فيها مع أطفال آخرين ومشرفين بدون وجود الأهل، وتساعده هذه الأماكن على التعود والتأقلم مع الروضة وممارسة النشاطات الجماعية.
- تعزيز الاستقلالية والاعتماد على النفس عند الطفل من حيث دخول الحمام بدون الحاجة للمساعدة، وكيفية التصرف عند التعرض للمضايقات من الأطفال، لبس الحذاء وتناول الطعام، كلها مهارات يجب أن يتقنها الطفل قبل الدخول للمدرسة.
- عودي طفلك على ممارسة أنشطة مشابهة لنشاطات الحضانة في البيت، مثل الرسم والتلوين والتمارين الرياضية وغيرها، فعندما يعتاد طفلك على مثل هذه الأنشطة قبل دخول الحضانة ويألفها ويكون أكثر استمتاعاً بها في الحضانة، وهذا يزيد من ثقته بنفسه.
- إخبار الطفل بأن المعلمة تقوم بدور الأم، وهي مصدر للأمان ويجب احترامها وتنفيذ طلباتها، ويجب احترام القوانين والتعليمات في المدرسة.
- رسم تصور مبهج عن المدرسة وتعزيز الصورة الإيجابية من خلال التحدث مع الطفل عن إيجابيات المدرسة والنشاطات الممتعة التي سيقوم بها الطفل برفقة أصدقائه.
- قراءة قصة متعلقة بأول يوم دراسي، قراءة القصص التي تتحدث عن الروضة، فالأسلوب القصصي له أثر كبير على الطفل ويمكنك اختيار قصة تشرح تحضيرات طفل للمدرسة ونشاطاته داخل المدرسة.
- استخدام أسلوب التشجيع والمدح مثل أنا فخورة بك، صغيري كبر وسيدخل الروضة.
- الضبط التدريجي لتنظيم وقت النوم من حيث النوم المبكر والاستيقاظ المبكر بعد فوضى الصيف وتعود السهر، فاستيقاظ الطفل المبكر قد يكون أحد أكثر الأشياء التي تسبب له الإزعاج، ومن المفيد البدء بتعويده عليها قبل فترة من بدء العام الدراسي.
- تجهيز اللباس المدرسي المخصص ومشاركة الطفل بترتيب أغراضه المخصصة للمدرسة.
- شراء الأدوات المدرسية من أكثر الأشياء التي تحفز الطفل للبدء بالدوام المدرسي وتجعله متشوق لاستخدامها ومن المميز أن يختار الحقيبة التي يفضلها وغيرها من الحاجيات بنفسه.
- أول يوم دوام لطفلك بالروضة لا تغادري حتى يستقر طفلك في صفه ويشعر بالأمان والثقة، ودّعيه وأخبريه بأنك لن تتأخري للقدوم واصطحابه، احذري من الذهاب بدون إخبار طفلك وتوديعه.
- اتركي طفلك لوحده في الحضانة بالتدريج فمن غير المناسب أن تتركيه من أول يوم عدد ساعات كبير، من الممكن أن تبدأي بتركه ساعتين أول يوم ويمكنك زيادتها بالتدريج حسب تأقلم الطفل وتعوده على الجو العام.
- تهيئة مكان مخصص في المنزل مكتب أو طاولة مخصصة لكتابة الواجبات لخلق جو لطيف محبب عند الطفل.
- تجهيز علبة الطعام مع طفلك ودعيه يختار الأصناف التي يفضل أن تتواجد فيها.
إلى هنا ونكون قد قدمنا الكثير من المعلومات والخطوات لكل أم تريد معرفة كيف أجهز طفلي لأول سنة دراسية.
الأسئلة الشائعة:
ماذا أفعل إذا رفض طفلي الدخول للروضة؟
احتضان الطفل وقبلة ووداع هادئ ستكون كافية لإقناع الطفل بالدخول، مع التأكيد للطفل بأننا سنعود لاصطحابه بأقرب وقت، من الطبيعي في الأيام الأولى أن يرفض طفلك الدخول وقد تنتابه نوبات بكاء، لاتقلقي فمع الوقت ستكون الأمور على ما يرام.
كم من الوقت يحتاج طفلي ليتأقلم مع الروضة؟
تختلف المدة التي يتأقلم فيها الطفل مع الروضة من طفل لآخر، فبعض الأطفال يتأقلمون خلال ساعات فقط، وهناك فئة من الأطفال تحتاج لوقت أطول، ولكن بشكل عام يمكننا القول أن أسبوع تقريبًا فترة كافية ليتم خلالها تعود الطفل على النظام الجديد.
ما هو السن المناسب لدخول طفلي الروضة؟
بشكل عام يعتبر السن المناسب لدخول الطفل الروضة بين 3-4 سنوات، حيث تكون قدرة الطفل على التكيف مع البيئة تطورت، وأصبح بإمكانه الاعتماد على نفسه في الأمور الأساسية كدخول الحمام وارتداء ملابسه.
التهيئة النفسية للطفل قبل دخول المدرسة
تحدثنا في سطورنا السابقة بالتفصيل عن خطوات إعداد الطفل لدخول الروضة، واستنادًا لأهمية التهيئة النفسية للطفل قبل دخول المدرسة اخترنا أن نفرد لها حديثنا في فقرتنا التالية، فالإعداد النفسي للطفل هو الركيزة الأساسية التي يجب أن نوليها كل الاهتمام.
والاستعداد النفسي السليم لهذه المرحلة الجديدة يساهم في تجاوزها بسلاسة وينعكس إيجابيًا على المراحل القادمة للطفل، ويساعد الطفل في التغلب على مخاوفه وقلقه إزاء هذه المرحلة، وإليكم بعض الأرشادرات التي تساهم بشكل مباشر في الإعداد النفسي السليم.
- الحوار المستمر مع الطفل ومحاولة تعريفه بكل التفاصيل حول المدرسة بلغة بسيطة وواضحة.
- تحفيز الطفل المستمر وذكر إيجابيات المدرسة يساعد في التهيئة النفسية السليمة، كذكر النشاطات الممتعة التي سيقوم بها، وذكر الأصدقاء الذين سيقابلهم ويقضي برفقتهم أوقاتًا مسلية.
- مشاركة الطفل في اختيار حاجيات المدرسة وتحضيرها كاللباس والحقيبة المدرسية يخلق شعور بالحماس لدى الطفل ويبدد مخاوفه.
- زيارة المدرسة قبل بدء الدوام والتعرف عليها يضفي شعورًا من الطمأنينة في نفسية الطفل، ويساعد على استعداده النفسي بشكل جيد.
دور الأسرة في دعم الطفل خلال المرحلة الانتقالية
يعد انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة تغيرًا جذريًا في حياته ومرحلة جديدة تتطلب كل العناية والتخطيط الجيد لها لتتم بسلام، وهنا لابد من التأكيد على أن دور الأسرة في دعم الطفل خلال هذه المرحلة الانتقالية دور جوهري وأساسي.
فالأسرة هي الملاذ الآمن للطفل وهذا يحتم على الوالدين مساعدة الطفل والأخذ بيده ليتقبل هذا التحول الكبير.
فبعد أن كان يلازم والدته بكل الأماكن فجأة يكون مضطرًا للانفصال عنها والذهاب للروضة بمفرده، وقضاء وقت مع أشخاص آخرين.
ولتكون هذه المرحلة الانتقالية ناجحة وسلسة يجب التحضير والاستعداد المناسب لها ويكون من خلال مايلي:
- يقع على عاتق الأسرة خلال المرحلة الانتقالية للطفل من البيت للمدرسة إعداده الاجتماعي والعاطفي لمواجهة هذا التغير، حيث من الضروري دمجه مع أقرانه والأطفال في سنه ليتعلم التفاعل والمشاركة والتعاون.
- من متطلبات الانتقال للمدرسة بشكل جيد التحضير الأكاديمي المسبق للطفل، حيث يجب أن يكون لديه خلفية بسيطة عن بعض المفاهيم الأساسية كالألوان، الحروف والأرقام، كيف يمسك القلم للكتابة والتلوين، وأن يتقن التعريف بنفسه من حيث اسمه واسم والده وغيرها من المفاهيم الأساسية.
- الاعتماد على النفس من المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها الطفل ويجب تدريبه عليها قبل الانتقال للمدرسة، حيث يجب أن يعتمد على نفسه في حاجياته الأساسية كدخول الحمام بمفرده، لبس حذائه، والأكل بنفسه ،والدفاع عن نفسه وحل المشكلات التي تواجهه بطرق سلمية، والتعبير عن مشاعره وحاجاته.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المرحلة الانتقالية في حياة الطفل من عالمه الصغير إلى عالم كبير وغريب يحتاج الإعداد السليم والمدروس، وهي مرحلة حساسة وهامة في حياة الطفل ويجب أن نعطيها كل الاهتمام لتكون بداية أكاديمية ناجحة للطفل، وعلى الرغم من أن دور الأسرة أساسي في هذه المرحلة ولكن لا يمكننا أن ننكر دور المدرسة أيضًا، فتتضافر الجهود بين الأسرة والمدرسة والتواصل والتنسيق المستمر يساهم في إعداد الطفل على أتم وجه لهذه المرحلة الهامة.
تنظيم الروتين اليومي للطفل
يعتبر تنظيم الروتين اليومي للطفل من أساسيات إعداد الطفل لدخول المدرسة، فالروضة أو المدرسة يعني روتين ونظام ومواعيد، وتنظيم روتين الطفل اليومي له أثر كبير في زيادة تركيزه والحفاظ على استقراره النفسي والعاطفي وإليكم بعض الخطوات لتنظيم روتين الطفل.
- تنظيم نوم الطفل، حيث من الواجب تخصيص وقت محدد للنوم ليتمكن الطفل من النوم عدد ساعات كافية ليستيقظ في الصباح نشيطًا هادئًا.
- تنظيم الوقت بين اللعب والنشاطات المفيدة، يجب أن يدرك الطفل أن هناك جدول لتنظيم وقته وأن نشاركه في وضعه والأخذ برأيه لنتمكن من تطبيقه بشكل جيد.
- تقليل وقت الشاشات قدر الإمكان وتخصيص وقت محدد لها، والابتعاد عنها قبل موعد النوم.
- علينا أن نكون مرنين بعض الشيء خلال تطبيق الروتين اليومي، فليست مشكلة كبيرة إن عدلنا بعض التعديلات البسيطة لمدة اللعب مثلًا، فالطفل يجب أن يشعر بالراحة لا الضغط تجاه الروتين اليومي.
- الاهتمام بغذاء الطفل الصحي والابتعاد عن السكريات تساعد في تقوية مناعة الطفل، وتقليل فرط النشاط، وتساعد في بنائه السليم.
من الوسائل المحببة للطفل في تنظيم الروتين اليومي استخدام الملصقات على الثلاجة فيها صور مخصصة لكل نشاط ووقته، أو الكتابة على السبورة المواعيد والنشاطات، كلها وسائل تشجع الطفل على ممارسة الروتين وتطبيقه بدون تذمر.
كيف أجهز طفلي لأول سنة دراسية | تعليم الطفل مهارات التواصل وبناء العلاقات
من الضروري تعليم الطفل مهارات التواصل خلال مرحلة إعداد الطفل لأول عام دراسي له، فالتواصل والتفاعل من المهارات الأساسية لبناء العلاقات بشكل عام، ويمكننا تلخيص مهارات التواصل بالتالي:
مهارات الاستماع الفعال
تضمن مهارات الاستماع الفعال أن يتعلم الطفل الإصغاء للآخرين والانتباه لأن ذلك يساهم في الفهم الصحيح.
مهارة التحدث بثقة
يجب دعم الطفل وتعزيز ثقته بنفسه ليتمكن من التعبير عن مشاعره وأفكاره بثقة، وأن يكون قادرًا على النقاش.
مهارة بناء العلاقات
من الضروري أن يتقن الطفل مهارة كسب الأصدقاء، والتواصل مع المعلمين بشكل جيد، ويجب أن يتعلم كيف يطلب المساعدة عند الحاجة وكيف يحل المشكلات بدون نزاعات.
مهارة التواصل الغير لفظي
وتتضمن فهم الآخرين من تعابير الوجه ونبرة الصوت، ولهذه المهارة أثر في فهم الآخرين.
مهارات التواصل وبناء العلاقات أساسية لتكيف الطفل في المدرسة ومن المفيد تعليمها للطفل في سن مبكرة، ومع الوقت تتطور مهارات الطفل وتصبح فعالة بشكل أكبر.
المهارات الأساسية التي يجب أن يمتلكها الطفل
تحدثنا بالتفصيل فيما سبق عن تهيئة الطفل لدخول الروضة، ولابد لنا من الإشارة هنا إلى أن هناك بعض المهارات الواجب أن يمتكلها الطفل ليكون جاهزًا لمواجهة العالم الجديد بمفرده وهذه المهارات يكتسبها الطفل بالتدريج حسب المراحل العمرية، ومن المهارات:
- مهارة التواصل: يحتاج الطفل إلى التواصل مع زملائه والمعلمين للتعبير عن مشاعره وعواطفه.
- مهارة حل المشكلات: يجب أن يتعلم الطفل حل المشكلات التي تواجهه.
- مهارة الذكاء العاطفي: يجب أن يحدد الطفل مشاعره ويتحكم بها عند الغضب.
- المرونة: المرونة والتكيف من المهارات التي تساعد الطفل على مواجهة أي صعوبات.
- العمل التعاوني: من أهم المهارات التي يحتاجها الطفل بالمدرسة التعاون مع الآخرين ومشاركتهم.
- احترام الآخرين والاختلاف: من الواجب أن نغرس في الطفل احترام الآخرين وتقبل الاختلاف بالعادات والتقاليد وغيرها.
- الاهتمام بالصحة والنظافة.
- احترام النفس وتعزيز الثقة: لابد للطفل أن يحترم نفسه ويقدرها وأن يثق بنفسه وقدراته.
اقرأ أيضا عن:
- تعليم القراءة والكتابة لطفلي في الصيف
- أنشطة منزلية مفيدة للأطفال في فصل الصيف
- خطوات القراءة المتعمدة
- دليل تسجيل الروضه في نظام نور خطوة بخطوة لأولياء الأمور
الخاتمة:
إلى هنا ونكون قد وصلنا لختام مقالنا كيف أجهز طفلي لأول سنة دراسية، حيث تعرفنا من خلاله أن الإعداد النفسي والعاطفي للطفل يعد من أهم الخطوات ليتأقلم الطفل مع البيئة الجديدة، وأن التواصل والحوار مع الطفل يساعده على تجاوز مخاوفه وقلقه، ويساعده في اجتياز هذه المرحلة الجديدة بنجاح.