مقالات متنوعة

أفضل عشر ممارسات للتدريس المباشر مع أمثلة للتطبيق العملي

تعتبر الممارسات التدريسية دليلا سريعا للمعلمين والمحاضرين وأعضاء هيئات التدريس المتجهين حديثا نحو التدريس والتعليم المباشر Online learning and teaching. سوف سنقدم فيما يلي أفضل عشرة ممارسات تدريسية، مصحوبة بالأمثلة التطبيقية العملية، والتي يجب أن يبدأ بها أي شخص يعمل في البيئات المباشرة Online Environment.


الممارسات التدريسية



الممارسات التدريسية في التعليم المباشر

تشير الأبحاث والتجارب إلى أن هذه الممارسات التدريسية المباشرة تساهم في كفاءة وفاعليته التدريس، وتقديم خبرات مرضية في مجالي التدريس والتعليم، لكل من المعلمين والطلاب على السواء.

ويمكن استخدام هذه الممارسات للمساعدة على تطوير الثقة بالنفس، وصقل خبرات التعليم المباشر.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة الأولى: 

كن حاضرا في موقع المقرر


استخدم أدوات الاتصال المتاحة لأعضاء هيئات التدريس، مثل: الإعلانات Announcements، لوحات المناقشة Discussion board، والمنتديات Forums، للتواصل مع الطلاب، فهذا يشعرهم أن عضو هيئة التدريس يهتم بهم.

عندما يتفاعل عضو هيئىة التدريس بشكل نشط، ويشرك الطلاب في الفصول الدراسية وجها لوجه face-to-face classroom، فإنه يطور بذلك مجتمع تعلم، ويطور الروابط الفكرية والشخصية بينه وبين طلابه. 

ونفس هذه الروابط تنشأ أيضا في التعليم المباشر عندما يكون هناك تواصل وتفاعل بين عضو هيئة التدريس وطلابه.

عضو هيئة التدريس الجيد في التعليم المباشر من وجهة نظر الطلاب هو الذي يعرب عن حضوره المباشر عدة مرات في الأسبوع، والأفضل طبعا أن يكون ذلك الحضور على نحو يومي.

ضع توقعات واضحة للأوقات التي تكون متواجدا بها بشكل مباشر، والأوقات الأخرى التي تغيب فيها، وحدد ذلك في بداية الكورس، ووضح ذلك في سياسات الكورس Course Policies، لأن ذلك سيكون مفيدا جدا، وسيقلل من الحاجة لتواجدك مباشرا بصفة يومية.

فتحديد أوقات منتظمة تتواجد فيها في الفصول الافتراضية Virtual Classroom أو المحادثة Chat، أو البريد الإلكتروني e-mail، يشبه تماما تواجدك الحقيقي في مكتبك الرسمي، وهذا المسلك ذو فائدة كبيرة لا يمكن تقديرها بثمن.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة الثانية: 
انشأ مجتمع داعم  للمقرر المباشر

تتمثل الاستراتييجة المثلى لتطوير الدعم لمجتمع المقرر المباشر في تصميم المقرر بتوازن مجموعة من الحوارات أو تبادل الآراء. 

وهذا يعني أن يتضمن الكورس حوارات بين عضو هيئة التدريس والطلاب، وحوارات بين الطلاب وبعضهم البعض، وحوارات بين الطلاب ومصادر التعلم، على تكون كافة هذه الحوارات بشكل متساو.  

يتم عقد الحواارت بين أعضاء هيئات التدريس والطلاب في معظم المقررات المباشرة عن طريق:

1- المحاضرات الصغيرة التي تأخذ الشكل النصي، أو الفيديو، أو البث الصوتي  .
2- التدريبات الأسبوعية، والإعلانات التذكيرية.
3- التفسيرات والتفاعلات مع الطلاب.

وهناك استراتيجيات يمكنك استخدامها لتشجيع التحاور بين الطلاب بعضهم البعض، مما يساهم في بناء مجتمع المقرر المباشر. 

حيث يتوجب على المعلم المباشر أن يطوير ثلاثة أنواع من الحضور، تتمثل في الحضور الاجتماعي، والحضور التدريسي، والحضور الإدراكي الذي يكون من خلال المحتوى.

  • ابدأ الكورس بالتقديم الشخصي، حيث يمكن للطلاب التعارف على بعضهم البعض، ويتضمن هذا التعارف نوع المعلومات التي تتم مشاركتها بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب معلومات عن الخبرات المهنية، ومعلومات شخصية، وغالبا ما يُضمن عضو هيئة التدريس معلومات عن فلسفة التدريس الخاصة به، ومشاريعه البحثية.
  • شجع الطلاب على استخدام المنتديات العامة المفتوحة لنقاشاتهم، وشجعهم على النشر بها، وحث الطلاب على مساعدة بعضهم البعض.
  • أسس مجموعات صغيرة من الطلاب الذين يمكنهم تحمل المسؤولية لتوجيه الدعم، ومتابعة الطلاب، وتلخيص النقاط الرئيسية.
  • اسس منتدى لمناقشة المشكلات، وحدد مجموعات طلابية لمراقبته ودعمه، أو لتوجيه الأسئلة به.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة الثالثة: 
شارك مجموعة من التوقعات عن طلابك وعن نفسك

يتضمن ذلك التالي:

  1. كيف ستتواصل مع الطلاب.
  2. ما هو عدد الساعات التي سيقضيها الطلاب للعمل في الكورس كل أسبوع؟

ضمن موقع المقرر المباشر الخاص بك مجموعة من التوقعات عن كيفية التواصل المباشر والتحاور بين الطلاب وبعضهم البعض، وكيف يمكن للطلاب أن يتواصلوا معك. 

وكن واضحا في الإفصاح عن كم الجهد والوقت المطلوب من الطلاب اسبوعيا.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة الرابعة: 
استخدم مجموعات متنوعة صغيرة، وكثيرة، وفَرد خبرات العمل

يعمل مجتمع المقرر الإلكتروني بشكل جيد عندما تكون هناك مجموعات متنوعة من الأنشطة والخبرات. فالمقرر المباشر يصبح أكثر متعة وفاعلية عندما تتوفر الفرصة للطلاب للعصف الذهني، وطرح الأفكار والمفاهيم مع واحد أو أثنين أو كثر من الزملاء. وفي نفس الوقت يعمل بعض الطلاب ويتعلمون بشكل أفضل من تلقاء أنفسهم.

ولذلك ينصح بشدة بخلق الفرص والخيارات أمام الطلاب للعمل التعاوني أو الفردي. فالعمل ضمن فريق يكون فعالا بشكل خاص عند العمل في دراسات الحالة المعقدة، أو سيناريوهات المرة الأولى.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة الخامسة: 
استخدم كل من الأنشطة المتزامنة وغير المتزامنة

عندما تم تقديم المقررات المباشرة للمرة الأولى كان ذلك بشكل غير متزامن إلى حد كبير، وكان عبارة عن تحديث لنمط التعلم عن بعد Distance Learning عن طريق المراسلة. 

والآن أصبح لدينا أنظمة إدارة التعلم LMS والفصول الافتراضية المباشرة Virtual live classrooms، والأدوات الصوتية Audio tools، التي تجعل من الممكن عمل كل شيء نقوم به في الفصول الدراسية في الحرم الجامعي من خلال الكورس المباشر. 

بالإضافة إلى أنه يمكننا أيضا إشراك المتعلمين في الأنشطة التعاونية وغيرها من الأنشطة الأكثر تعبيرا من ذلك، حيث يمكن تسجيل ما يحدث في الكورس المباشر وأرشفته حيث يمكن تنقيحه ومراجعته فيما بعد.

أحيانا لا يكون هناك ما هو أفضل من المشاركة في مناقشات العصف الذهني التفاعلية المباشرة، والتي تتطلب التفكير، والتخطيط، والكتابة، والتلخيص، مما يجعل المتعلم أكثر فاعلية على المستوى الفردي. 

فتنوع الأنشطة المتاحة بشكل مباشر يجعل من الممكن خلق العديد من أنواع بيئات التعلم الفعالة.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة السادسة: 
اطلب ردود الأفعال غير الرسمية

قم في بداية المقرر المباشر في الأسبوع الثالث مثلا بطلب ردود أفعال الطلاب بشكل غير رسمي عن سير المقرر، واسألهم ان كانت هناك أية اقتراحات بخصوص سير المقرر المباشر.

إذا انتظرنا لتقويم المقرر بعد انتهاء الكورس، سوف لا يكون هناك جديدا يمكن تقديمه لزيادة رضا الطلاب عن المقرر، أو لتسهيل التعلم. 

طلب ردود الأفعال في وقت مبكر من بدأ المقرر عن طريق الاستبيانات، أو النقاشات غير الرسمية، يساعد بشكل كبير في زيادة رضا الطلاب عن المقرر المباشر مما ينعكس على نجاحه. 

اطلب من المتعلمين تقديم ملاحظاتهم بشأن طبيعة عمل الكورس، وما يمكن تقديمه إليهم لكي يكون لديهم خبرات أفضل. وذلك يتيح عمليات التصحيح والتعديل في بداية المقرر.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة السابعة: 
جهز مشاراكات المناقشات التي تدعوا للأسئلة، والمناقشات،والتفكير والاستجابة

تزداد المناقشات التي تدور في المقررات المباشرة عن المناقشات التي تدور في الفصول التقليدية وجها لوجه. 

والفارق الرئيسي بينهما هو أن المناقشات في المقرر المباشر تتم بشكل غير متزامن، فتوفير الوقت للتفكير والتأمل يتطلب الكتابة، والاستجابة الصوتية، ويمكن أيضا حزم هذه الأنشطة مع ما يتم أرشفته من المقرر.

ويمكن تصميم المناقشات لأي من الأغراض التالي:

  • طرح الأسئلة المفتوحة والإجابة عليها.
  • تشجيع النقد، والتفكير الإبداعي.
  • تعزيز عمليات المجال، أو العمليات الإجرائية.
  • تحقيق التفاعل الاجتماعي، وبناء مجتمع المقرر عن طريق تعرف الطلاب على بعضهم البعض شخصيا وفكريا.
  • التحقق من صحة الخبرات المكتسبة.
  • دعم الأراء الخاصة للطلاب.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة الثامنة: 
ركز على مصادر المحتوى

يجب التركيز على مصادر المحتوى وتطبيقاته، وربطه بالأحداث الجارية، وضرب الأمثلة التي يمكن للمتعلمين فهمها بسهولة. 

إذا كان المحتوى غير رقمي، فإنه سيعتبر غير موجودا بالنسبة للطلاب. فالطلاب يفضلون بشكل كبير توفر المحتوى وتطبيقاته على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، فالطلاب يفضلون التعلم في أي وقت وفي أي مكان، والتعلم وهم يفعلون أشياءا أخرى كالقيادة أو التدريبات الرياضية.

حاول دائما أن توفر المحتوى وتطبيقاته المختلفة في شكل نقال ليسهل على الطلاب تشغيل هذه المصادر وتناولها من خلال الهواتف النقالة، وأجهزة آيباد iPad، ومشغلات Mp3، فهذا يكون مفضلا للكثير من الطلاب.

غالبا ما لا تتوفر المقررات والتخصصات الدراسية في أشكال رقمية، والحل الأفضل في مثل هذه المواقف يكون بإمداد المتعلمين بالموارد التكميلية، والمصادر المتوفرة في المكتبة. على أن يتم تضمين وثيقة مرجعية مع إرشادات مفصلة حول موارد المكتبة. 

على أن يتم تخصيص شخص في الفريق التعليمي ليكون مرجعا لتخصيص الدعم الخاص بالمكتبة إلى المتعلمين.
يستمتع الطلاب عندما يرون ما يتعلمونه مرتبطا بالأحداث الجارية. ولذلك قم بتضمين الأحداث الجارية واربطها بالمقرر خلال المناقشات المختلفة الخاصة به.

فيما يلي بعض الممارسات التي تشجع الطلاب على تحقيق أفضل استخدام للمصادر المتاحة على الإنترنت:

  • احشد الطلاب واطلب منهم المشاركة في تحديد المحتوى عالى الجودة المتاح على الإنترنت. وهذا يمكن أن يتضمن الدروس التعليمية، ونماذج المحاكاة، والمصادر التكميلية، والمواد المباشرة.
  • تدرج في التعيينات والمناقشات، واستخدام كافة الأدوات الإحصائية في الحالات المهنية وعند اتخاذ القرارات، وضمن الأمثلة التي تساعدهم عند الإخفاق.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة التاسعة: 
اجمع بين مفهوم التعلم العام والتعلم الخاص

من أفضل الممارسات في التدريس المباشر الجمع بين عدد من طرق التعلم الأساسية، والتى تعني تحديد عضو هيئىة التدريس للمفهوم الأساسي الذي يمكن استخلاصه من المقرر، وأهداف الأداء، ومراقبة المتعلمين من خلال مجموعة من المشاريع المتخصصة التي تزداد تعقيدا حتى يتم تطبيق هذه المفاهيم الأساسية. 

معظم المتعلمين المباشرين خلال برامج الشهادات الاحترافية يعملون بشكل احترافي. 

ويجب دعم هؤلاء المتعلمين عن طريق ربط أهدافهم الاحترافية ربطا وثيقا بأهداف الأداء الخاصة بالمنهج الإلكتروني.
تؤيد طريقة التدريس والتعليم الجديدة التفكير المرئي للطلاب. 

وجعل تفكيرنا مرئي يتطلب من الطلاب الإنشاء، والتحدث، والكتابة، والشرح، والتحليل، والتحكيم، والتقرير، والاستفسار.

وهذه الأنواع من الأنشطة تجعل من الواضح أمام الطلاب أنفسهم، ولأعضاء هيئة التدريس، وإلى زملائهم من المتعلمين، ما يعرفه الطلاب وما لا يعرفونه، وما لا يفهمونه جيدا عن موضوع ما. ومثل هذه الأنشطة تقوم بتحفيز الطلاب وتنمية وعيهم حول المفاهيم المكتسبة، وبناء سلسلة من العمليات الفكرية المطلوبة لاكتساب المفاهيم.

فمنتديات النقاش Discussion forums، والمدونات Blogging، والمجلات Journals، والمجموعات الصغيرة Small Group، تعمل جميعها كاستراتيجيات ممتازة لإشراك المتعلمين في توضيح وتوسيع النماذج العقلية أو المفاهيم التعليمية، وتسهم في بناء الروابط وتحديد العلاقات.


الممارسة التدريسية المباشرة الجيدة العاشرة: 
خطط لخاتمة جيدة وأنشطة جامعة للمقرر المباشر

يحب المتعلمين في الأسابيع الأخيرة للكورس، المراجعة التي لا تأخذ وقتا كبيرا للقيام بها، والتخطيط لذلك بشكل جيد يمكن من المساعدة على تقليل التوتر وتوفير جو هادئ للمتعلمين.

فيما يلي بعض النصائح لختم الكورس بشكل جيد:

  • خذ وقتك لتذكير الطلاب بالخطوة التالية، وذكرهم بموعد استحقاق الاختبارات والقراءات. قم بإنشاء إعلانات تتضمن جداول زمنية باستحقاقات الكورس الخاصة بالمتعلمين.
  • خطط لنهاية جيدة للكورس. فالنهاية المخططة جيدا للكورس توفر فرصا للتفكير وتكامل المعرفة المفيدة. وتقدم أيضا وقتا للإلمام بالخبرات الاجتماعية والخبرات المعرفية.
  • غالبا ما تشتمل خبرات نهاية الكورس على العروض الطلابية، والملخصات، والتحليلات. وتوفر هذه التقارير والعروض التقديمية نظرة ثاقبة ومعرفة مفيدة للطلاب وما استفادوه من الكورس، وتمثل فرصة أخيرة لأعضاء هيئة التدريس لتذكير الطلاب بالمفاهيم والمبادئ الأساسية.


--------------------------------------------------------
تمت ترجمة هذه المقالة عن مقالة J. V. Boettcher والمنشورة على هذا الرابط.