دولة الإمارات العربية لا تعرف المستحيل، فعلى الرغم من ندرة أمطارها وانعدام أنهارها الطبيعية فهي توفر الماء لما يقارب 11.3 مليون نسمة، ولكن هل تساءلت كيف تحصل الإمارات على مياهها؟ وكيف تغلبت على ظروفها الصحراوية وأصبحت رائدة في مجال استدامة الماء.
سنتعرف من خلال مقالنا اليوم على مصادر المياه في الإمارات والمشاريع المبتكرة التي تطورها الإمارات لتحقيق الأمن المائي في أحد أكثر المناطق ندرة للمياه، تابعوا سطورنا ففيها الكثير من المعلومات القيمة.
كيف تحصل الإمارات على مياهها وما هي مصادر المياه التي تعتمد عليها
في بلد كالإمارات لديه نسبة عمالة وافدة عالية والكثير من المغتربين ونمو سكاني متزايد، ويحتاج إلى ما يقارب 4,2 مليار متر مكعب من الماء سنويًا، كان لا بد من ابتكار حلول واقعية لتوفير المياه وتحقيق الأمن المائي، وهذا يأتي ضمن أولويات دولة الإمارات، ولكل من يتساءل من أين تأتي المياه في الإمارات إليكم التفاصيل من خلال السطور القادمة.
تحلية المياه
في ظل الموارد المائية العذبة المحدودة في الإمارات كان لابد ابتكار حلول لتحقيق استدامة الماء لتلبية الاحتياجات المتزايدة، وتعد أبرز هذه الحلول تحلية مياه البحر.
وقد نجحت دولة الإمارات في أن تكون من الدول الرائدة على مستوى العالم في إنتاج المياه المحلاة، فهي تعتمد بشكل كبير على تحلية المياه، حيث تؤمن تحلية المياه نحو 42% من حاجتها للمياه الصالحة للشرب، وذلك من خلال 70 محطة لتحلية مياه البحر.
توجد في الإمارات العديد من محطات تحلية المياه الكبيرة، مثل محطة أبو ظبي، ومحطة الطويلة، محطة تحلية مياه البحر "نقاء" الموجودة في إمارة أم القيوين، والتي تعد واحدة من أضخم مشاريع تحلية مياه البحر بنظامِ التناضُح العكسي في العالم، و محطة جبل علي في دبي.
المياه الجوفية
يكون الاعتماد على المياه الجوفية كمصدر أساسي في الزراعة، ولكن هناك تحديات تواجه الاعتماد عليها كمصدر متجدد، حيث يعتمد تجدد وتغذية المياه الجوفية على تشرب مياه الأمطار وهي نادرة الهطول مما يجعلها مهددة بالانتهاء مع تزايد الاستهلاك وصعوبة التجدد، ولذلك كان الاتجاه نحو معالجة مياه الصرف الصحي كخيار بديل لأغراض الزراعة.
وللحفاظ على المياه الجوفية أصدرت الإمارات بعض التشريعات والقيود على استخراج المياه الجوفية، بالإضافة إلى المراقبة المستمرة لمنسوب المياه الجوفية والاستهلاك.
معالجة مياه الصرف الصحي
تبذل الإمارات جهودًا كبيرة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي بهدف استخدامها لأغراض ري المزروعات، حيث تتم معالجتها باستخدام تقنيات متطورة من خلال محطات معالجة متخصصة، وتمر المعالجة بعدة مراحل وهي ( التجميع- المعالجة الفيزيائية- المعالجة الكيميائية- المعالجة البيولوجية- والمعالجة النهائية).
استمطار السحب
ويكون ذلك من خلال إطلاق مواد في الهواء كالأملاح الطبيعية مثل كلوريد البوتاسيوم وكلوريد الصوديوم والتي تعمل على إسقاط الأمطار بصورة صناعية، فتعمل على تسريع الهطول وزيادة كمية الأمطار بنسبة تقارب 30 – 35 %، فالاستمطار لا يولّد المطر بل يزيد كميتها فقط، وتعتبر تقنية الاستمطار من المصادر الجديدة للمياه في الإمارات وقد بدأت الإمارات بتطبيقها في العام 1990، و يعتبر الاستمطار خيارًا مناسبًا من حيث الكلفة، ويتم الاعتماد عليه بشكل خاص في المناطق الجافة.
إضافة لما سبق فإن الاستمطار يساهم بشكل كبير في دعم مصادر المياه في الإمارات وتحقيق الاستدامة المائية، ويساعد في زيادة مخزون المياه الجوفية.
الأنهار الاصطناعية
تستثمر الإمارات بشكل كبير في البنية التحتية لضمان استدامة الماء، وتطور العديد من المشاريع باستمرار بمليارات الدولارات، وتعتبر الأنهار الاصطناعية أحد أهم المشاريع التي توليها الإمارات كل الاهتمام وهناك عدة مشاريع وسنذكر أهمها.
قناة دبي المائية
مشروع نهر صناعي يصل بين الخليج العربي وخور دبي، وهو عبارة منتزه مائي ترفيهي يتضمن العديد من المرافق، يقصده العديد من السياح من مختلف أنحاء العالم لتجربة نشاطات مائية كالتجديف وركوب الأمواج، ولمعرفة من أين تحصل الإمارات على المياه لقناة دبي المائية فهي تقوم بتحلية مياه البحر ونقلها للقناة.
مشروع "الطي هيلز" بالشارقة - Altay Hills
أطول نهر أخضر في الإمارات طوله 2.5 كيلومتر وهو جزء من مشروع سكني ضخم في إمارة الشارقة ويتضمن العديد من المرافق.
مشروع نهر خليفة
هو مشروع مقترح للمستقبل يهدف لتأمين المياه للإمارات وزيادة مصادرها المائية وتحقيق الاستدامة، يدرس المشروع الاستفادة من مياه نهري (دشت والسند) في باكستان في أوقات الفيضانات من خلال نقل المياه عبر أنابيب تحت سطح البحر للحفاظ عليها من التبخر.
وجاءت الفكرة نتيجة معاناة باكستان سنويًا من الفياضانات التي تلحق الضرر بمحاصيلها الزراعية وتتسبب بذهاب هذه المياه للبحر بدون الاستفادة منها، ويعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي من المقرر أن توفر مصدر متجدد للمياه للإمارات وتحول الصحاري القاحلة إلى أراض خضراء.
من المقرر استخدام مياه نهر خليفة لأغراض ري المزروعات وبشكل خاص لأنها ستكون محملة بالطمي والمواد العضوية والتي ستكون مفيدة للزراعة.
السدود
على الرغم من عدم وجود أنهار طبيعية في الإمارات إلا أنها تهتم بشكل كبير في إقامة السدود، وذلك بهدف تخزين مياه الأمطار، والحد من الفياضانات، والعمل على تغذية المياه الجوفية، وتجاوز عدد السدود 150 سدًا وتتواجد في الغالب في الشمال، وتوجد بعض الحدائق والبحيرات الاصطناعية بالقرب من السدود.
استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2036
في دولة مثل الإمارات تعاني من ندرة الأمطار، وتعتمد على مشاريع بديلة لتوفير الماء، لابد لها من وضع استراتيجيات مستقبلية لتحقيق استدامة الماء، ومن هنا تم وضع استراتيجية الأمن المائي للإمارات والتي تتضمن التالي.
- تقليل مستوى استهلاك الفرد من الماء للنصف.
- رفع إنتاجية المياه لكل متر مكعب.
- تقليل مؤشر ندرة المياه بمقدار ثلاث درجات.
- التركيز بشكل أكبر على استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.
- زيادة القدرة على تخزين المياه العذبة.
من الحلول المقترحة لتحقيق الأمن المائي في دولة الإمارات
تسعى الإمارات بكل طاقتها وتوظف كل الجهود والإمكانات لتحقيق استدامة الماء، ويتعبر هذا الجانب من أولوياتها وإليكم بعض الحلول المقترحة.
- ترشيد استهلاك الماء وتقليل استهلاك الفرد.
- إنشاء السدود بهدف تجميع مياه الأمطار.
- العمل على زيادة إنتاجية الماء.
- استخدام عدة مصادر للحصول على المياه مثل تحلية المياه والاستمطار وغيرها من المصادر.
- التوجه نحو زيادة الاعتماد على مياه الصرف الصحي المعالجة.
- زيادة سعة التخزين للمياه.
- دعم الأبحاث والابتكارات التي تقدم حلولًا لتوفير الماء بطرق حديثة لتحقيق استدامتها.
- التوعية من خلال المبادرات مثل مبادرة محمد بن زايد للماء.
- استخدام أساليب الري الحديثة والتي توفر في استهلاك الماء بالإضافة إلى زراعة أنواع مناسبة للبيئة الصحراوية.
الأسئلة الشائعة عن كيفية حصول الإمارات على المياة
ماذا فعلت الإمارات للحفاظ على المياه الجوفية؟
تعتبر المياه الجوفية مصدرًا غير مستدام لأنه يعتمد على الأمطار في تجدده، ونظرًا لشح الأمطار في الإمارات فإن الاستمرار في استهلاك المياه الجوفية سيؤدي لزوالها، وقد أقرت إمارة دبي في العام 2008 قانون حماية المياه الجوفية، والذي يمنع استخراج المياه الجوفية بدون ترخيص، بالإضافة إلى تحديد الكميات المسموح باستخراجها من الآبار، والعديد من البنود التي تضمن الحفاظ على المياه الجوفية.
ما هو مصدر مياه الشرب في الإمارات؟
تعتبر تحلية مياه البحر أحد أهم مصادر مياه الشرب في دولة الإمارات.
كيف يُمكن لتنقية المياه أن تعُزز الحفاظ على مصادر المياه في دولة الإمارات العربية المتحدة
من خلال اعتماد الإمارات بشكل رئيسي على تحلية مياه البحر لتأمين مياه الشرب، وعلى معالجة مياه الصرف الصحي لأغراض ري المزروعات والصناعات، فهي بذلك تساهم بشكل كبير في الحفاظ على مصادر المياه الجوفية والتي تعاني من صعوبة تجددها بسبب شح الأمطار، ومع استمرار استهلاكها ستكون مهددة بأن تختفي.
ما هو الأمن المائي
تعتبر المياه هي شريان الحياة وأساس بقاء الإنسان، والأمن المائي يعني القدرة على توفير الماء الجيد والنظيف بكميات كافية للأجيال القادمة، ويتم تحقيق ذلك من خلال المحافظة على المصادر الحالية من الهدر وترشيد استخدامها، بالإضافة إلى ابتكار حلول مستقبلية لزيادة هذه المصادر، أو زيادة الكميات التي نحصل عليها مع تزايد الاستهلاك.
اقرأ ايضا:
- الأنهار الاصطناعية في السعودية
- أفضل الجامعات في الإمارات للعام 2026
- مقدمة إذاعة مدرسية عن دولة الإمارات
الخاتمة:
نجحت دولة الإمارات في مواجهة كل التحديات من حيث ندرة مصادرها العذبة للمياه في ابتكار حلول فعالة للحصول على المياه، وقد تعرفنا من خلال مقالنا بالتفصيل كيف تحصل الإمارات على مياهها، وكيف أنها قدمت نموذجًا يُحتذى للدول الشحيحة بالمياه وتمكنت من أن تكون رائدة في مجال الأمن المائي.
وتعرفنا على استراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات العربية المتحدة 2036، وعلى أهم المشاريع المستقبلية في هذا المجال والتي تسعى لتنفيذها الإمارات مثل مشروع نهر خليفة.


