مقالات متنوعة

دور القراءة الصامتة في تطوير القدرات العقلية واللغوية لدى الطلاب

مع تطور التعليم وظهور أساليب حديثة بدأت الأنظار تتجه نحو دور القراءة الصامتة في تطوير القدرات العقلية واللغوية لدى الطلاب، باعتبارها من أهم الوسائل التفاعلية مع النصوص والتي تساهم في الفهم والاستيعاب الدقيق.

وقد أثبتت العديد من الدراسات التربوية الحديثة دور القراءة الذهنية في تحسين الأداء الأكاديمي للطلاب وفي مقالنا اليوم اخترنا أن نسلط الضوء على هذه المهارة مع التطرق إلى أنواع القراءة، وتوضيح الفرق بين القراءه الصامته والقراءة الجهرية، بالإضافة إلى ذكر فوائدها وعيوبها ، تابعوا سطورنا القادمة ففيها كل المعلومات عن هذه المهارة.


دور القراءة الصامتة في تطوير القدرات العقلية واللغوية لدى الطلاب


مفهوم القراءة الصامتة

تعتمد القراءة البصرية والتي تسمى الصامتة  على القراءة بدون إصدار صوت أثناء القراءة، وهي تعتمد بشكل كامل على القراءة بالنظر للكلمات ومحاولة فهم المعاني والأفكار.

وفي هذا النوع من القراءة يكون الدور الأساسي للبصر الذي يمر على الكلمات بتركيز وينقلها بدوره للعقل للتحليل ولفهم مضمون النصوص المقروءة وإدراك معانيها.


مفهوم القراءة الصامتة


أنواع القراءة

تعتبر القراءة أحد أهم الأساليب لاكتساب المعرفة وللتعلم، وهي عملية عقلية معقدة تتطلب مهارات وقدرات، وتتعدد أنواع القراءة حسب طريقة أدائها وحسب الغرض منها وسنتطرق هنا للحديث عن أنواعها حسب طريقة وشكل الأداء وبهذا الصدد هي تنقسم إلى نوعين رئيسيين.

  • القراءة الصامتة: ويمكن باختصار أن نعرفها بأنها القراءة بالعين بتركيز بدون نطق للكلمات من خلال النظر وفهم المعنى ذهنيًا، واستيعاب المعلومات.
  • القراءة الجهرية: ويمكن القول أنها النقيض من القراءه الصامته، حيث تعتمد على نطق الكلمات بشكل واضح وصوت مرتفع مع الالتزام بقواعد القراءة الصحيحة. 


الفرق بين القراءه الصامته والقراءة الجهرية

تختلف الآراء بين فعالية القراءة البصرية والقراءة الجهرية، وعلينا أن نذكر أن كل نوع مناسب لحالات معينة وله استخدامه وهناك اختلافات واضحة بين النوعين سنذكرها من خلال الجدول التالي:


وجه الاختلاف

القراءة الصامتة

القراءة الجهرية

شكل الأداء

بدون إصدار صوت أثناء القراءة

القراءة بصوت مسموع وواضح

الهدف منها

التركيز والفهم العميق للنص- تطوير المهارات العقلية واللغوية لدى الطلاب

تنمية مهارات الإلقاء والنطق الصحيح والثقة  

المدة التي تستغرقها

سريعة لأنها تعتمد على القراءة عن طريق النظر بدون لفظ

أبطأ لأنها تتطلب التدقيق في لفظ كل كلمة بالشكل الصحيح

المهارات

فهم عميق- تحليل- تفاعل ذهني

إتقان الإلقاء بثقة مع مخارج الحروف الصحيحة

استخدامها

الدراسة - المطالعة

القراءة الجماعية - دروس الإملاء


دور القراءة الصامتة في تطوير القدرات العقلية للطلاب

تُعدّ القراءة الهادئة الصامتة من الوسائل التعليمية الفعّالة التي تؤثر بشكل واضح في تنمية القدرات العقلية والفكرية لدى الطلاب، حيث من خلالها يمكنهم التفكير، التحليل، والاستيعاب بعيدًا عن التشتّت، وإليكم أبرز أوجه هذا التأثير:

  • تزيد التركيز والانتباه: تساعد القراءة الصامتة الطالب على التركيز من خلال توجيه كل انتباهه للنص المقروء، مع تجاهل المشتتات.
  • تحفيز الذاكرة: تتطلب القراءة بالعين استرجاع المعلومات السابقة المرتبطة بالمحتوى الجديد، وتخزين المعلومات وهذا له تأثير إيجابي على تطوير مهارات الذاكرة.
  • تعزيز القدرة على الفهم: حيث تتطلب من الطالب الاعتماد على نفسه في فهم المعنى للنص بدون التأثر بالآخرين.
  • تعزيز التعلم الذاتي: وذلك من خلال اعتماد الطالب على نفسه في تحليل وفهم النص بمفرده بدون مساعدة، وهذا يساهم في تدريبه على الاستقلالية وتعزز ثقته بنفسه.


دور القراءة الصامتة في تنمية المهارات اللغوية للطلاب

تساهم القراءة بالعين أو الصامتة بشكل كبير في تطوير المهارات اللغوية وذلك من خلال:

  1. زيادة المفردات والحصيلة اللغوية، حيث يقوم الطالب أثناء القراءة بفهم المعنى من خلال السياق ومحاولة معرفة المرادفات للكلمات لفهم المعنى بدقة.
  2. تطوير الفهم القرائي، وذلك لأن الطالب يسعى من خلال القراءة عن طريق النظر بدون صوت للتركيز والفهم الكامل للمعنى والمحتوى والتحليل وربط الأفكار.
  3. إتقان مهارة الكتابة والتعبير، فهذا النوع من القراءة يتطلب التركيز الذهني ومن خلاله يتقن الطالب الوصف وبناء الجمل وتتطور مهاراته الكتابية.
  4. رفع مستوى الطلاقة اللغوية، فمن خلال قراءة الطالب للكثير من النصوص تثري لغته.


نصائح مهمة لتطوير مهارة القراءه الصامته

  • من المفيد توجيه الطلاب إلى القراءة لنصوص مناسبة لأعمارهم وميولهم وعدم التقيد بالمناهج المقررة فقط أو إجبارهم على نوع معين، فهذا له تأثير محفز.
  • من المناسب بعد كل قراءة ذهنية إجراء نقاش أو نشاط كتابي بسيط للتأكد من الفهم ومساعدة الطلاب للتمكن من هذه المهارة.
  • تدريب المعلمين على أساليب ونشاطات تساعد في تطبيق هذه المهارة.
  • تهيئة جو مناسب وهادئ للقراءة والتركيز.
  • التدريب المستمر من خلال تخصيص وقت يومي للقراءة الذهنية.
  • البدء بنصوص صغيرة أو تقسيم النص لفقرات، ثم تدريجياً يمكن للطالب قراءة عدد صفحات أكثر.


فوائد وعيوب القراءة الصامتة

تعتبر القراءة البصرية من الأنواع التي تشجع الطلاب على القراءة وتجدر الإشارة إلى وجود بعض المزايا والعيوب والتي سنذكر منها ما يلي:


فوائد وعيوب القراءة الصامتة


الفوائد:

  • طريقة سريعة في القراءة حيث لا تتطلب النطق للكلمات.
  • تساعد على التركيز أثناء القراءة والتفكير العميق .
  • تعوّد الطالب على الاستقلالية والاعتماد على النفس لأنه يقع على عاتق الطالب فهم المعنى بدون مساعدة.
  • لا تتطلب مهارات النطق الصحيح أو التشكيل.
  • يمكن قراءة عدد كبير من الصفحات مقارنة بالقراءة الجهرية.
  • تعلم مهارات القراءة السريعة.
  • تعتبر مريحة وغير مجهدة للطالب.


العيوب:

  • قد يعاني الطلاب من خلال الاعتماد باستمرار على القراءة البصرية لأخطاء في النطق وعدم تصحيحها.
  • مع غياب الرقيب على الطالب أثناء القراءة قد ينشغل بمشتتات تبعده عن القراءة.
  • قد تظهر لدى الطلاب حالة من الخوف والخجل عند الحاجة للقراءة الجهرية أو الإلقاء.


نشاطات صفية لدعم القراءة الصامتة

القراءة الهادئة بدون صوت أصبحت من الأساسيات في التعليم الحديث ويجب دمجها في العملية التعليمية، ويجب التوجه لتكون من خلال نشاطات ممتعة خارج إطار المنهاج المقرر وتكون من خلال اختيار كتب وقصص تتناسب مع مستوى الطالب واهتماماته، وإليكم بعض النشاطات التي يمكن اتباعها لتشجيع الطلاب على هذا النوع من القراءة.

  1. ركن القراءة: من الممكن تطبيق هذا النشاط بشكل يومي من خلال تخصيص وقت محدد من الحصة يختار كل طالب قصة أو كتاب من المكتبة لقراءته بهدوء بدون ضغط أو تدخل من المعلم.
  2. بطاقة القارئ المبدع: نوزع على الطلاب بطاقات صغيرة تتضمن أماكن بيانات فارغة مثل (اسم القصة- فكرة أعجبتني- كلمات جديدة تعلمتها- شعوري بعد الانتهاء من القصة)، بعد الانتهاء من القراءة نطلب من الطالب ملء البطاقة بالمعلومات المناسبة.
  3. فقرة سؤال وجواب: نوزع على الطلاب بطاقات تتضمن أسئلة تدور حول القصة أو النص الذي تمت قراءته وكل طالب يجيب على الأسئلة بأسلوبه وبحسب فهمه للقصة، هذا النشاط يساعد على تنمية الفهم العميق والتحليل عند الطلاب.
  4. اختيار نهاية مختلفة: بعد الانتهاء من قراءة القصة التي اختارها الطفل نطلب منه تخيل نهاية مختلفة للقصة بحسب رؤيته، وهنا نترك مساحة للطفل للتعبير والإبداع على ضوء ما قرأه.
  5. دفتر القارئ: يتم تخصيص دفتر لكل طالب يدون عليه إنجازاته في القراءة مثال: يكتب ملخص القصص التي قرأها- مفردات جديدة تعلمها- ملاحظات عن القصة، وبذلك نشجع الطلاب على القراءة.


تحديات تطبيق القراءة الذهنية

  • ضعف التحفيز والرغبة بالقراءة لدى بعض الطلاب.
  • الحاجة إلى تدريب المعلمين على أنشطة مناسبة لتطبيق القراءة الهادئة بنجاح.
  • الفروقات الفردية بين الطلاب في مستوى الفهم تؤثر بشكل سلبي على نجاح هذا النوع من القراءة.


لماذا تُعدّ القراءة الصامتة مهارة أساسية في التعليم الحديث؟

لأنها تساهم في القراءة بشكل أسرع مع تعزيز الاستقلالية والاعتماد على النفس عند الطالب، وتعزز الفهم العميق للمحتوى.


هل القراءة الصامتة مناسبة لجميع المراحل الدراسية؟

نعم تعتبر القراءة بدون النطق مناسبة لمختلف المراحل التعليمية من المراحل الابتدائية حتى المراحل الجامعية والقراءة اليومية للمطالعة وتساعد على التركيز والتحليل للمحتوى المقروء.


اقرأ أيضا عن:


الخاتمة:

وفي الختام بعد أن تطرقنا للحديث بالتفصيل عن دور القراءة الصامتة في تطوير القدرات العقلية واللغوية لدى الطلاب، وتعرفنا أهمية هذه المهارة وضرورة دمجها في العملية التعليمية.

لا بد لنا من التأكيد على أن هذه المهارة ليست مجرّد نوع من أنواع القراءة، بل هي وسيلة فعّالة لزيادة الاستيعاب والفهم العميق، مما يؤثر بشكل مباشر على التحسن الأكاديمي للطلاب واعتمادهم على أنفسهم في التحليل والفهم. 

تعليقات