إذا كنت من الأشخاص المسؤولين عن العملية التعليمية والتدريس والحقل التربوي كأستاذ أو مشرف، وتسعى لدمج تكنولوجيا المعلومات في التعليم ودعم المشاركة الفعلية للمتعلم، فلا بد أنك سمعت عن مصطلح السيناريو البيداغوجي، سواء كان لديك فكرة وافية عن الموضوع أم لا، فمن المؤكد أنك ستجد اليوم في مقالنا الكثير من المعلومات المتعلقة به من حيث تعريفه وأهميته وغيرها من المعلومات الهامة تابع السطور القادمة.
البيداغوجيا Pedagogy هو علم التربية أو أصول التدريس، وهو يعني ممارسة التعلّم ومدى تأثيرها وتأثرها بتطور المتعلمين من مختلف الجوانب، بشكل عام يمكن القول أنه دراسة كيفية إيصال المعرفة والمهارات في سياق تعليمي فعال وناجح.
تشكل عادة طرق التدريس التي يعتمدها المعلم استراتيجيات التدريس من خلال مراعاة نظريات التعلم وفهم احتياجات ومتطلبات المتعلم.
وتتأثر استراتيجيات التعليم بالخبرة المعرفية للتلميذ والبيئة، وبناء على ذلك فإن أهداف التعلم يحددها الطالب والمعلم.
مفهوم السيناريو البيداغوجي
هو عبارة عن تصور وتخيل لكل مرحلة من مراحل العملية التربوية، فهو بناء ذهني تخيّلي من حيث التخطيط للحصة الدراسية ويهتم بكل التفاصيل من حيث (الفئة المستهدفة، المهارات المراد تطويرها، الأهداف المطلوب تحقيقها، مراحل الإنجاز، الموارد المعتمدة، تقنيات التنشيط، الزمن، المكان، عدة التقويم، والنتيجة المنتظرة)، هدفه تسيير النشاط التعليمي من بدايته إلى نهايته بشكل ممنهج ومنظم.
باختصار يعتبر وصفًا تفصيليًا تخيليًا للخطّة التعليمية، هذا ويأتي مفهوم السيناريو البيداغوجي في مكان هام وبارز ضمن القاموس التربويّ الحديث، وقد طرأت عليه تحوّلات عميقة لكنه ظلّ مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالمجال التربويّ، ويهدف للارتقاء بالتعليم.
والبيداغوجيا تدرُس قوانين عمليّة التربية وتضع منهجًا لتنظيم العمليّة التربويّة التعليميّة وتهتم بشكل التعلّم والمناهج الدراسية والتقييم.
تتميز البيداغوجيا بكونها قول وفعل في ذات الوقت؛ فهي تتضمن أفكار المُعلّم ومعرفته وفهمه للمنهاج الدراسيّ، وعمليّة التدريس، والتعلّم، والطلّاب. باختصار هي كلّ ما يُفكّر فيه المعلّم ويفعله ويقوله في الفصلِ الدراسيّ.
من المهم التمييز بين السيناريو البيداغوجي و أنواع السيناريوهات الأخرى، مثل السيناريو التعليمي والتدريبي. يركز السيناريو التعليمي بشكل أساسي على كيفية تقديم المعلومات، بينما السيناريو البيداغوجي يمتد ليشمل تفاعل الطلاب، الأنشطة التعليمية والإجراءات اللازمة لضمان بيئة تعليمية مثمرة. يتطلب السيناريو البيداغوجي التفكير النقدي في كيفية تلبية احتياجات الطلاب ومستوياتهم المختلفة، مما يجعله أكثر تعقيداً و شمولاً من الأنواع الأخرى.
تعرف أيضا على خطوات كتابة السيناريو التعليمي خطوة بخطوة
أبعاد السيناريو البيداغوجي
- البعد الديداكتيكي.
- البعد الابستمولوجي.
- البعد المعرفي.
- البعد البيداغوجي.
أركان السيناريو البيداغوجي
- المعلم
- المتعلّم
- المقرر الدراسي
- تكنولوجيا المعلومات والاتصال
مراحل السيناريو البيداغوجي
يمر السيناريو البيداغوجي بعد مراحل حتي يكتمل إنجازه، وهذه المراحل تتمثل في:
1. مرحلة التحليل والتخطيط والتخيل
في هذه المرحلة يقوم المعلم بإنشاء تصور وتخيل، وهي مرحلة ومهارة ضرورية وتتطلب الإبداع والقدرة على التصور والخيال، وتحديد الأهداف والصعوبات التي من المحتمل مواجهتها.
2. مرحلة التطبيق أو التنفيذ
يتم في هذه المرحلة تنفيذ وتطبيق ما تم التخطيط له على المستوى البيداغوجي والتقني، أي مرحلة الانتقال من الخيال إلى الواقع والتطبيق وهي مرحلة تتطلب ما يلي:
- الالتزام بتنفيذ الأنشطة التعليمية والتّعلم المجهزة والمقرر تنفيذها بكل مراحلها وبدقة.
- من الضروري أن يكون المعلّم قادر على تحفير المتعلمين وخلق الدافع لديهم وأن يكون متحكم في الوسائل التكنولوجية الحديثة لضمان انجذاب المتعلمين.
3. مرحلة التقييم أو ما بعد التنفيذ
قد يتجاهل البعض هذه المرحلة ويعتقد أنها غير مهمة ولكن هذا غير صحيح، فمرحلة التقييم مرحلة أساسية في العملية التّعليمية، ومن خلالها نتعرف النتائج وتحديد مدى واقعية الخطة وقابليتها للإنجاز.
ونقيم الوسائل والمواد البيداغوجية التي تمّ استخدامها ومدى فاعليتها، ونقيم قدرة المدرس على التصور وتنفيذ ما تخيل وخطط له ومدى واقعية هذا التصور.
تعرف كذلك على نموذج سيناريو تعليمي جاهز.
أهداف السيناريو البيداغوجي
- يهدف إلى تحسين نوعية وجودة التعليم.
- تحقيق الأهداف التعليمية بزمن أقل وإمكانات أقل.
- رفع كفاءة عملية التعلم.
- خلق جو مريح ومناسب للمتعلم.
- دعم التعلم الذاتي والجماعي.
- دمج بيداغوجية اللعب في العملية التعليمية.
- تدريب المتعلمين على البحث عن المعلومات وتوظيفها مما يضمن تحقيق الاستقلالية.
خطوات السيناريو البيداغوجي
- الصياغة الدقيقة والعميقة لكل محاور الدرس.
- تحديد المهارات والقدرات المطلوب تنميتها بدقة.
- تبسيط المادة العملية لتناسب مستوى المتعلم.
- تحديد المجال التربوي الذي ستدور فيه العملية التعليمية.
- اختيار الدعامات الديداكتيكية الأنسب.
- وضع منهجية للتعامل مع الدعامات الديداكتيكية.
عناصر ومكونات السيناريو البيداغوجي
له عدة مكونات تترابط لترسم المسار النهائي للحصّة التعليمية من بدايتها لنهايتها ويمكن توضيحها بالبنود التالية:
- عنوان الوحدة أو الموضوع: وحدة التدريس أو التي تتضمنها الخطة التعليمية.
- عنوان الدّرس: وهو تفصيلي لعنوان الوحدة، ويجب أن يكون واضح لتحديد المحتوى بدقة.
- الموضوع: وهو درجة تفصيلية للعنوان.
- المصدر: كالرابط على الموقع، الأكاديمية ، المؤسسة التعليمية... لضمان تسهيل عملية تحديد موقع السيناريو.
- المساهمون والمؤلفون: وذكر الفاعلين في صياغة و فهرسة السيناريو.
- الفئة المستهدفة: ويقصد بها المرحلة والمستوى الدراسي للفئة.
- تحديد الأهداف المنشودة.
- تحديد المكتسبات الأولية: والكفايات اللازمة كالمكتسبات التقنية مثل استعمال الحاسوب وغيره، والمكتسبات المعرفية.
- سير العملية التعليمية: من خلال وصف كامل ومفصل لمراحل النشاط التعليمي من حيث (الأهداف والمتطلبات والاحتياجات، والمراحل.
- المكان: سواء كان غرفة الصف أو قاعة متعددة الوسائط، أو منصة تفاعلية.
- الزمن: أي مدة الحصة المقرر لإنجاز المادة وشرحها.
- الإنتاجات: كأوراق العمل وأشرطة الفيديو ومختلف المواد الرقمية.
- تحديد الموارد التكنولوجية اللازمة: والتأكد من فاعليتها مثل شبكة الاتصالات، الحواسيب، الطابعة وغيرها.
- القيمة المضافة: من استعمال الموارد الرقمية.
اطلع على نموذج لسيناريو تنفيذي لكائن تعليمي
معايير السيناريو البيداغوجي
- أن يكون متطابق مع المنهاج الدراسي المقرر.
- أن يكون قابل للإنجاز ومرن بما فيه الكفاية لاستخدامه في أكثر من منصة تفاعلية.
- أن يكون مطابق للبيانات الوصفية للأنشطة.
- أن تتم صياغة العنوان والملخص بدقة بما يتناسب مع المحتوى التعليمي.
- تجهيز الأدوات اللازمة للإنجاز.
- أن يكون قابلًا للعرض والتحميل والطباعة.
- تحديد المعلومات الضرورية للسيناريو من حيث المهام، مدة ومكان وحدة التعلم.
- ذكر صاحب السيناريو ومهمته.
مهام السيناريو البيداغوجي
تتعدد مهامه وهي مرتبطة بشكل رئيسي بتوظيف الموارد الرقمية في عملية التّعليم وسنورد منها:
- يساعد على التخطيط الدقيق للدرس ورسم مسار تعليمي واضح لتحقيق الأهداف المطلوبة، والمفاهيم التي نسعى لأن يكتسبها المتعلم، ونحن بذلك نبتعد عن العشوائية.
- تحديد الوسائل التعليمية والرقمية المطلوبة لإنجاز الدرس.
- اختيار طرق التدريس التي تتلاءم وتتماشى مع المتعلم والإطار العام للدرس.
- التخطيط المنظم للعملية التعليمية وضبطها زمنيًا.
- تحديد النتائج المطلوب تحقيقها من خلال دمج الموارد الرقمية في العملية التعليمية وبالتالي تقييم الأداء، وتحديد القيمة التي يضيفها استخدام هذه الموارد.
- يضمن الاستعداد التام للمعلم، ويضمن جاهزيته أمام أي تغييرات قد تطرأ خلال الدرس.
بشكل عام نحن نحتاجه لبناء عمل تعليمي دقيق متكامل ومخطط له بإتقان لضمان نجاح الأنشطة وطرائق التدريس والتنشيط والوسائل الديداكتيكية مع تحقيق متعة التعلّم التي تعتبر الهدف الرئيسي من توظيف الموارد الرقمية والوسائل التكنولوجية التي تعتمد عليها فكرة السيناريو البيداغوجي في عملية التعلم.
حمل قوالب كتابة السيناريو التعليمي لتكتسب خبرة عملية جاهزة، كيف يطور البحث الإجرائي الممارسات التربوية، و كيفية إنشاء محتوى تعليمي فعال، قوانين الصف.
الخاتمة:
وفي خلاصة ما ذكرناه في مقالنا السيناريو البيداغوجي: مفهومه وأهميته في تخطيط العملية التعليمية وضحنا أن البيداغوجيا علم يتطوّر باستمرار وأن المسؤول الرئيسي عن هذا التطور هو المعلّم والأكاديمي المبتكِر الذي يُحلّل المُمارسات التعليميّة.
ولتكون البيداغوجيا فعّالةً في التدريس يجب أن تكون أهدافها محددة، وقادرة على تحقيق التوقّعات ومتناسبة مع الغرض منها، والبيداغوجيّ الفاعلُ هو الذي يكون موفق في اختيار تقنيّات التدريس المناسبة من أجل رفع كفاءة عمليّة التعلّم.